مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ٢٤
لا تصدق إذا رويت عني " (9).
روي عن سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد عليه السلام، قال: أخبرني أبي. عن جدي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لما كان يوم غدير خم، قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيبا [فأوجز في خطبته] ثم دعا علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بضبعيه، ثم رفع بيد [ي‍] ه حتى روئي بياض إبطيه، وقال للناس: " ألم أبلغكم الرسالة، ألم أنصح لكم؟ ".
قالوا: اللهم نعم.
قال: " فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه " قال. ففشت هذه في الناس، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري (10)، فرحل راحلته ثم استوى عليها - ورسول الله إذ ذاك بالأبطح - فأناخ ناقته ثم عقلها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسلم عليه، ثم قال: يا عبد الله، إنك دعوتنا إلى أن نقول: لا إله إلا الله، ففعلنا. ثم دعوتنا إلى أن نقول: إنك رسول الله، ففعلنا - وفي القلب ما فيه -. ثم قلت لنا: صلوا، فصلينا. ثم قلت لنا: صوموا، فصمنا. ثم قلت لنا:
حجوا، فحججنا. ثم قلت لنا: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فهذا عنك أم عن الله؟!
قال له: " بل عن الله "، فقالها ثلاثا.

(٩) الكافي ٤: ٥٦٦، التهذيب ٦ / الرقم ٤١ الفقيه ١ / ٦٨٧، و ٢ / ١٥٥٨، ١ لبحار ٣٧ / ١٧٢، تأويل الآيات / آخر سورة القلم، وعنه البحار ٣٧ / ٢٢١ وفيهما: الحسين الجمال وهو مصحف والصواب: حسان الجمال.
(١٠) كذا في تأويل الآيات / سورة المعارج، والروايات تختلف في اسم هذا القائل، فني أكثرها الحارث بن النعمان الفهري كما ذكرناه [تفسير الفرات: ١٩١. مناقب ابن شهرآشوب ٣ / ٤٠ " عنهما البحار ٣٧ / ١٦٢، جامع الأخبار: ١٣، تفسير القرطبي ١٨ / ٢٧٨، السيرة الحلبية ٣ / آخر ٢٧٤، وقد رواه الثعلبي في تفسيره، وحكاه عنه عدة كأبي الفتوح الرازي في روض الجنان ٤ / ٤٦، وابن بطريق في العمدة: ١٠١، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٣٧، والسيد ابن طاوس في الإقبال: ٤٥٩، والسيد هاشم البحراني في غاية المرام ١ / 333]، وقد ضبط اسمه في سائر المصادر بصور أخرى مختلفة [شواهد التنزيل: 286 الرقم 1030، - وعنه مجمع البيان / أوائل سورة، المعارج -، وص 287 الرقم 1032، وص 288 الرقم 1033، مناقب ابن شهرآشوب 3 / 40، جامع الأخبار؟ 13، وعنه الحبار 37 / 167، الكامل للبهائي 1 / 283].
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست