مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٩
وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته، وإنكم مسؤولون فما أنتم قائلون لربكم؟
قالوا: نقول: قد بلغت ونصحت وجاهدت، فجزاك الله عنا فضل الجزاء.
ثم قال لهم: ألستم تشهدون أن لك لا إله إلا الله، وأني رسول الله إليكم، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث بعد الموت حق؟
فقالوا: نشهد بذلك.
قال. اللهم اشهد على ما يقولون، ألا وإني أشهدكم أني أشهد أن الله مولاي وأنا مولى كل مسلم، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فهل تقرون [لي] بذلك وتشهدون لي به؟
فقالوا: نعم، نشهد لك بذلك.
فقال. ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه، وهو هذا.
ثم أخذ بيد على فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ألا وإني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض [حوضي] غدا، وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء، فيه أقداح من فضة، عدد نجوم السماء. ألا، وإني سائلكم غدا، ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا، إذا وردتم علي حوضي؟ وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي؟ فانظروا كيف خلفتموني فيهما حين تلقوني؟
قالوا: وما هذان الثقلان يا رسول الله؟
قال: أما الثقل الأكبر فكتاب الله عز وجل، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم، طرفة بيد الله والطرف الآخر بأيديكم، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة؟ وأما الثقل الأصغر فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب وعترته، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
قال معروف بن خزبوذ: فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام فقال: صدق أبو الطفيل، هذا كلام وجدناه في كتاب علي وعرفناه (5).

(٥) الخصال: ٦٥، باب الاثنين، ح 98، وعنه البحار 73 / 121.
أقول: السند الأخير عن أبي جعفر عليه السلام في غاية الصحة. وأما السند الأول ففيه أبو الطفيل وهو معدود في خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام [البرقي / آخر 4]، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وقد عدني رواية في الكشي [رجال الكشي، الرقم 20] في حواري الحسن بن علي عليهما السلام.
ثم إن هذا الخبر مذكور في كتب العامة أيضا، أنظر على سبيل المثال: تاريخ دمشق لابن عساكر: 15 وما في هامشه من المصادر.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست