مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٢٥
لا.. ليس ثمة مجال لهذا القول: فإن قضية الغدير، لا تزال ولسوف تبقى هي القضية الأساسية والرئيسية بالنسبة للمسلمين جميعا، بل وحتى بالنسبة لغيرهم أيضا.
وهي المفتاح والباب الذي لا بد من الدخول منه لحل المشاكل المستعصية الكبرى، وبعث وبناء الإسلام وقوته، وحيويته. وبدون ذلك: فإن على الجميع أن يستعدوا للمزيد من المصائب، وأن يقبلوا - شاؤوا أم أبوا - باستمرار حالة الضعف والتقهقر، بل وانهيار بناء الإسلام الشامخ.
خلافة، أم إمامة!:
وذلك لأن القضية لا تقتصر عل أن تكون مجرد قضية خلافة وحكم، أي قضية:
أن يحكم هذا، أو يحكم ذاك، لسنوات معدودة، وينتهي الأمر - وربما يقال إن الذين تصدوا للحكم، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك، ولكننا نجد شواهد كثيرة قد لا تساعد على هذا الفهم الساذج للأمور -.
لا.. لا يقتصر الأمر على ذلك، وإنما هو يتجاوزه لما هو أهم وأخطر، حيث قد عمل الحكام الأمويون على تكريس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهية في كل شخصية تصدت للحكم. وذلك في نطاق تقديم العديد من الضوابط والمعايير، المستندة إلى مبررات ذات طابع عقائدي في ظاهره يتم على أساسها اضطهاد الفكر والاعتقاد المخالف، والتخلص من رجالاته بطريقة أو بأخرى.
وقد سرت تلك المفاهيم المخترعة في الناس، وأصبحت أمرا واقعا، لا مفر منه ولا مهرب. ولا ملجأ منه ولا منجى، وتفرقت الفرق، وتحزبت الأحزاب، رغم أن من عدا الشيعة من أرباب الفرق والمذاهب الإسلامية يعتقدون بالخلفاء أكثر مما يعتقده الشيعة في أئمتهم ويمارسون ذلك عملا، ولكنهم ينكرون ذلك، ولا يعترفون به، كما أنهم ينكرون على الشيعة اعتقادهم في أئمتهم ما هو أخف من ذلك وأيسر.
(١٢٥)
مفاتيح البحث: الدولة الأموية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست