مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢١ - الصفحة ١٢٩
على زعزعة أركانه، حينما أرادت حرمانه من العنصر الضروري والأهم للحياة وللاستمرار والبقاء. وأعني به عنصر الإمامة والقيادة.
والنصوص التالية خير شاهد على سياسات قريش هذه.. فلنقرأها بتمعن، وصبر، وأناة.
النصوص الصريحة:
قال عثمان بن عفان لابن عباس:
" لقد علمت: أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه " ثم تذكر الرواية له كاملا آخر، وجواب ابن عباس له، فكان مما قال:
" فأما صرف قومنا عنا الأمر، فعن حسد - قد والله - عرفته، وبغي، والله، علمته بيننا وبين قومنا " (4).
وحين ظهرت نتائج الشورى التي عينها عمر بن الخطاب، قال رجل من بني محزوم لعمار " ما أنت وتأمير قريش لأنفسها ". ثم تستمر الرواية إلى أن تذكر: أن المقداد قال:
" تالله، ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت. واعجبا لقريش، لقد تركت رجلا، ما أقول، ولا أعلم أحدا أقضى بالعدل... " (5).
وخطب أبو الهيثم بن التيهان بين يدي أمير المؤمنين علي عليه السلام، فقال:
" إن حسد قريش إياك على وجهين، أما خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملأ، وارتفاع الدرجة: وأما شرارهم فحسدوك حسدا انغل القلوب، وأحبط الأعمال، وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدمك إليها الحظ، وأخرهم عنها الحرمان؟ فلم يرضوا أن يلحقوك حتى طلبوا يسبقوك، فبعدت - والله - عليهم الغاية، وأسقط

(4) قاموس الرجال 6 / 37، وشرح النهج للمعتزلي 9 / 9، والموفقيات: 606.
(5) قاموس الرجال 6 / 384 - 385، وشرح النهج للمعتزلي الحنفي 2 1 / 266 و 9 / 57 - 58. وفي كلمات المقداد رحمه الله عبارات أخرى صريحة في ذلك: فلتراجع.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست