مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٠ - الصفحة ١٥٤
وإلى القول الأوسط ذهب الجوهري، فقال: المهيمن الشاهد، وهو من آمن غيره من الخوف (46).
قلت: إنما كان المهيمن من آمن، لأن أصل مهيمن مؤيمن، فقلبت الهمزة هاء لقرب مخرجهما، كما في هرقت الماء وأرقته، وإيهات وهيهات، وإبرية وهبرية للخزاز الذي في الرأس، وقرأ أبو السرائر الغنوي (47): هياك نعبد وهياك نستعين (48).
قال الشاعر:
وهياك والأمر الذي إن توسعت * موارده ضاقت عليك مصادره العزيز:
الغالب القاهر، أو ما يمتنع الوصول إليه، قاله الشهيد في قواعده (49).
وقال الشيخ علي بن يوسف بن عبد الجليل (50) في كتابه منتهى السؤول في شرح الفصول: العزيز هو الخطير الذي يقل وجود مثله، وتشتد الحاجة إليه، ويصعب الوصول إليه، فليس العزيز المطلق إلا هو تعالى.
وقال صاحب العدة: العزيز المنيع الذي لا يغلب، ويقال: من عز بز،

(٤٦) الصحاح ٦: ٢٢١٧، همن.
(٤٧) كذا، ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم.
(٤٨) قال الزمخشري في الكشاف ١: ٦٢: " وقرئ إياك بتخفيف الياء وأياك بفتح الهمزة والتشديد وهياك بقلب الهمزة هاء ".
قال طفيل الغنوي:
فهياك والأمر الذي إن تراحبت... موارده ضاقت عليك مصادره.
(٤٩) القواعد والفوائد ٢: ١٦٧.
(٥٠) ظهير الدين علي بن يوسف بن عبد الجليل النيلي، عالم فاضل كامل، من أجلة متكلمي، الإمامية وفقهائهم، يروي عن الشيخ فخر الدين ولد العلامة، يروي عنه ابن فهد الحلي، له عدة مصنفات، منها: منتهى السؤول في شرح الفصول، وهو شرح على فصول خواجة نصير الدين الطوسي في أصول الدين، وهو شرح القول يعني قوله قوله.
رياض العلماء ٤: ٢٩٣، الذريعة ٢٣: ١٠.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست