مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٧ - الصفحة ٧٦
ومعنى قوله: " ولا تكنوا " أي قولوا له: " اعضض بأير أبيك " ولا تكنوا عن الأير بالهن (209).
أقول: ويفسره الحديث الذي رواه ابن أبي شيبة: قال صلى الله عليه وآله وسلم: من اتصل بالقبائل فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا (210).
عاشرا - في التراث:
وأخيرا: يبدو أثر الكنية في التراث بوضوح، عندما نشاهد المجموعة الكبيرة من الجهود العلمية والمؤلفات في موضوعها وما يرتبط بها، وقد تصدى جمع من كبار العلماء لبذل الجهود المشكورة في هذا المجال، وإن كان الكثير منها مختصا بكنى الرواة أو الأعلام والمعارف، وفيها ما يتكفل كنى الحيوانات والجمادات غير الأناسي كالمرصع لابن الأثير، فموضوعه وإن كان أعم من الكنى، لاحتوائه على سائر الإضافات والأذواء والذوات، إلا أنه قال في مقدمته: وحيث كان مدار هذا الكتاب على ذكر الكنايات والإضافات بالأولاد والأذواء والذوات لغير الناس، لم نذكر فيه من أسماء الناس إلا بعض من اشتهر منهم فضرب به مثل أو لم يعرف بغير كنيته أو إضافته ممن غلبت عليهم الكنى والإضافات (211).
ونحن نخص - هنا - بالذكر المؤلفات المستقلة، وإلا فأكثر كتب الرجال والتراجم تحتوي على كثير من الكنى، أو تخصص فصولا واسعة لها، وقد تستوعب الكنى في بعض المؤلفات مجلدا كبيرا مستقلا.
وتحدث ابن الصلاح عن منهج هذه المؤلفات بقوله: كتب الأسماء والكنى كثيرة... والمصنف في ذلك يبوب كتابه على الكنى مبينا أصحابها (212).

(٢٠٩) لسان العرب ١٩ / ٢٨١ مادة (عزا).
(٢١٠) مصنف بن أبي شيبة ١٥ / ٢ - ٣٣، ومسند أحمد ٥ / ١٣٦.
(٢١١) المرصع. ٣٦.
(٢١٣) مقدمة ابن الصلاح: ٥٠٨.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست