مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٧ - الصفحة ٩
القسم الأول: حقيقة الكنية وميزاتها 1 - أصل الكنية:
قال ابن الأثير: بلغني أن سبب الكنى في العرب كان:
أن ملكا من ملوكهم الأول ولد له ولد توشم فيه أمارات النجابة فشغف به، فلما نشأ وترعرع وصلح لأن يؤدب أدب الملوك، أحب أن يفرد له موضعا بعيدا من العمارة يكون فيه مقيما يتخلق أخلاق مؤدبيه، ولا يعاشر من يضيع عليه بعض زمانه، فبنى له في البرية منزلا ونقله إليه، ورتب له من يؤدبه بأنواع الآداب العلمية والملكية، وأقام له ما يحتاج من أمر دنياه، ثم أضاف إليه من هو من أقرانه وأضرابه من أولاد بني عمه وأمرائه ليواسوه ويتأدبوا بآدابه بموافقتهم له عليه.
وكان الملك على رأس كل سنة يمضي إلى ولده، ويستصحب معه من أصحابه من له عند ولده ولد، ليبصروا أولادهم، فكانوا معه إذا وصلوا إليهم سأل ابن الملك عن أولئك الذين جاءوا مع أبيه ليعرفهم بأعيانهم، فيقال له: " هذا أبو فلان، وهذا أبو فلان " يعنون آباء الصبيان الذين هم عنده، فكان يعرفهم بإضافتهم إلى أبنائهم فن هنالك ظهرت الكنى في العرب، ثم انتشرت حتى صاروا يكنون كل إنسان باسم ابنه (1).
واحتمل الأخ الفاضل السيد حيدر شرف الدين، العاملي، أبو رضا (2): أن

(١) المرضع: ١ - ٤٢.
(٢) من أحفاد الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي، صاحب المراجعات، وأخونا السيد الجليل أبو رضا يتمتع بذكاء حاد، وفكر عميق، ويصحب قلبا طيبا، ويملك زمام الورع والتقى، كشفت عن ذلك كله السنوات التي عشتها معه في النجف وقم، وفرض التنويه بها الواجب الشرعي وحق الأخوة، عاد إلى وطنه لأداء واجب التبليغ، كان الله له وأخذ بيده ووفق الله المؤمنين لمعرفة حقه وأداء واجبه.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست