مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٦ - الصفحة ١٢٤
زعم البصريون - جميعا - أن القدرة لا يصح تعلقها بالموجود، لأنها إنما (56) تتعلق بالشئ على سبيل الحدوث، وأوجبوا - لذلك - تقدمها [على] (57) الفعل.
ثم قالوا - مناقضين -: إن الإرادة لا تتعلق بالشئ - أيضا - إلا على سبيل الحدوث، فلذلك (58) لا يصح أن يراد الماضي ولا القديم.
وهي - مع ذلك - عندهم (59) توجد مع المراد.
فهل تخفى هذه المناقضة على عاقل؟
[4] [قول المعتزلة البصريين بالجواهر، كالقول بالهيولي] وقالوا - بأجمعهم -: إن جواهر العالم (60) وأعراضه لم تكن (61) حقائقها بالله تعالى، (ولا بفاعل البتة) (62)، لأن الجوهر جوهر في العدم، كما هو جوهر في الوجود، وكذلك العرض [13].
ثم قالوا: إن الله خلق الجوهر وأحدث عينه، وأوجده بعد العدم.
فقيل لهم: ما معنى " خلقه " (وهو قبل أن يخلقه جوهر كما هو حين خلقه)؟ (63).
قالوا: معنى ذلك " أوجده ".

(56) في " ن " و " ضا ": " اما ان " بدل " إنما ".
(57) زيادة منا يقتضيها المعنى واللفظ.
(58) في " ن " و " ضا ": وكذلك ما.
(59) كلمة " عندهم " لم ترد في " ن ".
(60) في " مط ": العلم.
(61) ورد في " ن " و " ضا هنا كلمة " على ".
(62) كذا في " ن " ونسخة من " مط " وفي نسخة أخرى منها: ولا بفاعليته.
(63) ما بين القوسين ليس في " ن " ولا " ضا ".
(١٢٤)
مفاتيح البحث: مدرسة المعتزلة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست