مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٥ - الصفحة ٣٤
وهذا ما ورد في تسميات ابن إسحاق، والواقدي - أيضا -.
وكذلك في تسمية عروة، إلا أن المنقول عنه - في الروايات المتأخرة - يختلف شيئا ما عن ذلك.
وأظن - قويا - أن أصل تسمية عروة، كان كسائر التسميات منظما على هذا المنهج، من دون تكرار، كما رأيناه في ما سبقه عند ابن أبي رافع، وما لحقه عند الفضيل الرسان، إلا أن الرواة لما نقلوا عن عروة ما أورده في كتب تسمياته، غيروها عما كانت عليه.
وعلى كل حال: فإن ما ذكر لا يؤثر شيئا فيما توصلنا إليه من منهج كتب التسمية، وأنها تعتمد على سرد الأسماء على التنظيم الذي شرحناه.
وهذا واضح لمن راجع واحدا من التسميات الكاملة، الموجودة.
يبقى في المقام:
بيان وجه الاعتماد على هذا المنهج في كتب (التسميات) والفوائد العلمية المترتبة على ذلك:
1 - وقبل كل شئ، يبدو أثر هذا المنهج في اختصار كتب التسمية، إلى حد كبير، وخلوها من التكرار الممل.
فإذا أريد ذكر أسماء عديدة من قبيلة واحدة، ومن بطن واحد منها، فإن هذا المنهج يذكر اسم القبيلة ثم البطن مرة واحدة، ويذكر تحتهما كل تلك الأسماء في مكان واحد متتابعة كما فعل ابن أبي رافع، فقال:
من الأنصار البدريين.
من بني مالك بن دينار.
ثم ذكر سبعة أسماء متتابعة.
ولو أراد أن يذكر كل واحد مستقلا، لزمه أن يذكر مع كل واحد اسم القبيلة وعنوانها، ثم اسم البطن وما يحتاج إلى توضيحه.
فالاختصار، هو واحد من أهم فوائد ذلك المنهج المتبع في التسميات،
(٣٤)
مفاتيح البحث: الفضيل الرسان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست