مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٥ - الصفحة ٤٥
الرواية عن عدة شيوخ ما نصه: دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين (51).
واستعمل الواقدي أيضا هذا الأسلوب (52).
وأما أهل التسميات فقد التزموا به، وهو ملاحظ في التسميات المتوفرة منها:
فعروة يقول: عن مروان والمسور بن مخرمة، يزيد أحدهما على صاحبه (53).
ويقول: يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه (54).
ويقول الفضيل بن الزبير: سمعت الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام، ويحيى بن أم الطويل، وعبد الله بن شريك العامري، يذكرون:
(تسمية من قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام من ولده وإخوته وأهله، وشيعته).
وسمعته - أيضا - من آخرين سواهم (55).
ثم يبدأ بذكر الأشخاص من دون ذكر الرواة، مما يدل على أنه جمع كلام أولئك، ولفق من كلامهم المتعدد هذا النص الواحد.
والسبب الملحوظ في لجوء أهل التسميات إلى هذا الأسلوب هو: أن سرد الأسانيد المتعددة، عند كل اسم ورد ذكره في الكتاب، يؤدي بلا ريب إلى تطويل الأمر، وإلى الملل، وإلى تقطيع القضية الواحدة، وانقطاع تسلسلها عند السامع، والقارئ.
مع أن التسميات كما عرفنا إنما تسرد الأسماء سردا، من دون تفصيل غالبا، فذكر الأسانيد مع انتهائها إلى مجرد اسم شخص واحد فيه من الخلل ما

(٥١) مقاتل الطالبيين: ٣٢٣.
(52) لاحظ: المغازي - المقدمة -: 31.
(53) مسند أحمد بن حنبل 4 / 323.
(54) المصدر السابق 4 / 328.
(55) تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام، تراثنا، العدد 2، السنة الأولى 1405.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست