مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١١٤
انقطع عنه أكثر الناس غير مسلم، فقال الذهلي يوما: ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا، فأخذ مسلم رداءه فوق عمامته وقام على رؤوس الناس، وبعث إلى الذهلي ما كتب عنه على ظهر حمال، وكان مسلم يظهر القول باللفظ ولا يكتمه.
قال: وسمعت محمد بن يوسف المؤذن: سمعت أبا حامد بن الشرقي يقول:
حضرت مجلس محمد بن يحيى، فقال: ألا من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحصر مجلسنا، فقام مسلم بن الحجاج عن المجلس، رواها أحمد بن منصور الشيرازي عن محمد بن يعقوب، فزاد: وتبعه أحمد بن سلمة.
قال أحمد بن منصور الشيرازي: سمعت محمد بن يعقوب الأخرم، سمعت أصحابنا يقولون: لما قام مسلم وأحمد بن سملة من مجالس الذهلي قال: لا يساكنني هذا الرجل في البلد. فخشي البخاري وسافر " (21).
وترجم له الخطيب فقال: " كان أحد الأئمة والعارفين والحفاظ المتقنين والثقات المأمونين، صنف حديث الزهري وجوده، وقدم بغداد وجالس شيوخها وحدث بها، وكان الإمام أحمد بن حنبل يثني عليه وينشر فضله، وقد حدث عنه جماعة من الكبراء " فذكر كلمات الثناء عليه حتى نقل عن بعضهم قوله: " كان أمير المؤمنين في الحديث " (22).
والجدير بالذكر رواية البخاري عنه بالرغم مما كان منه في حقه، لكن مع تدليس في اسمه، قال الذهبي: " روى عنه خلائق منهم... محمد بن إسماعيل البخاري، ويدلسه كثيرا، لا يقول: محمد بن يحيى، بل يقول: محمد فقط، أو محمد بن خالد، أو محمد بن عبد الله ينسبه إلى الجد ويعمي اسمه لمكان الواقع بينهما " (23).

(٢١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٠، هدى الساري في مقدمة فتح الباري ٢ / ٢٦٤.
(٢٢) تاريخ بغداد ٣ / ٤١٥.
(٢٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / 274.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست