مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٠٩
والغريب "؟!
أليس قد قيل في النسائي: إن له شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم؟! (9).
أليس قد وصف غير الكتابين من كتب الحديث بما يقتضي الترجيح عليهما؟!
إنه لم يكن للرجلين هذا الشأن في عصرهما وبين أقرانهما.. فلماذا هذا التضخيم لهما فيما بعد؟!
لا ندري.. هل للسياسة دور في هذه القضية كما كان في قضية حصر المذاهب؟ أو أن شدة تعصبهما ضد أهل البيت عليهم السلام هو الباعث لترجيح أبنا السنة كتابيهما على سائر الكتب؟!
لكني أرى أن السبب كلا الأمرين.. لأن السلطات - في الوقت الذي كانت تضيق على أئمة أهل البيت عليهم السلام وتلاحق تلامذتهم ورواه حديثهم وعلماء مدرستهم - كانت تدعو إلى عقائد المخالفين لهم وتروج كتبهم وتساعد على نشرها.. ومن الطبيعي أن تقدم كل من كان أكثر عداوة وأشد تعصبا في هذا الميدان..
قال السيد شرف الدين: ".. وأنكى من هذا كله عدم احتجاج البخاري في صحيحه بأئمة أهل البيت النبوي، إذ لم يرو شيئا عن الصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والزكي العسكري وكان معاصرا له، ولا روى عن الحسن بن الحسن، ولا عن زيد بن علي بن الحسين، ولا عن يحيى بن زيد، ولا عن النفس الزكية محمد بن عبد الله الكامل بن الحسن الرضا بن الحسن السبط، ولا عن أخيه إبراهيم بن عبد الله، ولا عن الحسين الفخي بن علي بن الحسن بن الحسن،

(٩) البداية والنهاية ١١ / ١٢٣، تهذيب الكمال ١ / ١٧٢، طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ١٦، الوافي بالوفيات ٦ / 417.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست