ولا عن يحيى بن عبد الله بن الحسن، ولا عن أخيه إدريس بن عبد الله، ولا عن محمد بن جعفر الصادق، ولا عن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن المعروف بابن طباطبا، ولا عن أخيه القاسم الشرسي، ولا عن محمد بن زيد بن علي، ولا عن محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن زين العابدين صاحب الطالقان المعاصر للبخاري، ولا عن غيرهم من أعلام العترة الطاهرة وأغصان الشجرة الزاهرة، كعبد الله بن الحسن وعلي بن جعفر العريضي وغيرهما، ولم يرو شيئا عن حديث سبطه الأكبر وريحانته من الدنيا أبي محمد الحسن المجتبى سيد شباب أهل الجنة.. مع احتجاجه بداعية الخوارج وأشدهم عداوة لأهل البيت عمران بن حطان، القائل في ابن ملجم وضربته لأمير المؤمنين عليه السلام:
يا ضربة من تقي ما أراد بها * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره يوما فأحسبه * أوفى البرية عند الله ميزانا " (10) نعم.. هكذا فعلت السلطات.. والعلماء والمحدثون.. المتربعون على موائدهم، والسائرون في ركابهم، الآخذون منهم مناصبهم رواتبهم، يتسابقون في تأييد خططهم وتوجيهها، تزلفا إليهم وتقربا منهم.. حتى بلغ الأمر بهم إلى وضع الفضائل للكتابين ومؤلفيهما.. ثم دعوى الإجماع على قطعية أحاديثهما، وعلى تلقي الأمة إياها بالقبول.. ثم القول بأن كل من يهون أمرهما فهو مبتدع متبع غير سبيل المؤمنين.
تماما كالذي فعلوا - بوحي من السلطات - في قضية حصر المذاهب، حيث أفتوا بحرمة الخروج عن تقليد الأربعة مستدلين بالإجماع، فعودي من تمذهب بغيرها، وأنكر عليه، ولم يول قاض ولا قبلت شهادة أحد ما لم يكن مقلدا لأحد هذه المذاهب.