مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ١٥٢
بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: إن الحسن والحسين كانا يقبلان جوائز معاوية (62).
قال: أخبرنا شبابة بن سوار، قال: أخبرني إسرائيل بن يونس، عن ثوير ابن أبي فاختة، عن أبيه، قال: وفدت مع الحسن والحسين إلى معاوية فأجازهما فقبلا (63).
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا شداد الجعفي، عن جدته أرجوانة، قالت: أقبل الحسن بن علي وبنو هاشم خلفه، وجليس لبني أمية من أهل الشام، فقال: من هؤلاء المقبلون؟ ما أحسن هيئتهم! فاستقبل الحسن، فقال: أنت الحسن بن علي؟ قال: نعم، قال: أتحب أن يدخلك الله مدخل أبيك؟ فقال:
ويحك ومن أين وقد كانت له من السوابق ما قد سبق؟، قال الرجل: أدخلك الله مدخله فإنه كافر وأنت!!
فتناوله محمد بن علي من خلف الحسن فلطمه لطمة لزم بالأرض فنشر الحسن عليه رداءه، وقال: عزمة مني عليكم يا بني هاشم لتدخلن المسجد ولتصلن، وأخذ بيد الرجل فانطلق إلى منزله فكساه حلة وخلى عنه (64).

(٦٢) هذه أموال قد جعلها الله لنبيه والأئمة الهادية من عترته الطاهرة قد استولى عليه الجبابرة بغير حق فما خلوا منها بينهم وبينه استنقذوه منهم.
ولم لا يقبلان جوائزه والمال مالهما وهما أولى به، فما دفعه إليهما فهما أحق به، يستنقذونه من مغتصبه وينفقونه في الفقراء وأهل الحاجة، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
(٦٣) رواه ابن عساكر في تاريخه في ترجمة الحسين - عليه السلام - برقم ٤ بإسناده عن ابن سعد. ولاحظ التعليقة السابقة.
(٦٤) قاتل الله الدعايات الكافرة الأموية ضد الإسلام ومبادئه، كيف قلبوا الحقائق وغيروا المفاهيم وبثوا الدعاية ضد أمير المؤمنين - عليه السلام - وحاربوه إعلاميا كما قاتلوه بسيوفهم، فحاربوا الله ورسوله وخليفته فأعلنوا سبه على المنابر، وما قامت منابر الإسلام ومنائره إلا بجهوده وجهاده وتضحياته، فأظهروا له الأحقاد البدرية وقنتوا بلعنه وأمروا بسبه، وسباب المسلم فسق وقتاله كفر، فضلا عن سب صحابي، فضلا عن سب خليفة، وكان من بنود معاهدة الإمام الحسن - عليه السلام - أن لا يسب أبوه، ولكن معاوية لم يف بشئ من بنود المعاهدة وجعلها تحت قدميه، ومن علامات المنافق أنه إذا وعد أخلف، وكان من جراء ذلك أن أصبح الشاميون يرون أمير المؤمنين - عليه السلام - كافرا! وهو أول من آمن وصلى، ولو كشف الغطاء ما ازداد يقينا.
وهذه كلها أحقاد بدرية ضد الإسلام ونبيه وآل بيته، وضغائن أموية جاهلية ضد بني هاشم، وحيث لم تسمح لهم الظروف أن يتجاهروا بسب النبي - صلى الله عليه وآله - عمدوا إلى صنوه ووصيه أمير المؤمنين - عليه السلام - الذي هو نفسه - صلى الله عليه وآله - وسبه - عليه السلام - سبه - صلى الله عليه وآله -.
قال أبو عبد الله الجدلي: دخلت على أم سلمة فقالت لي، أيسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكم؟! فقلت: معاذ الله - أو: سبحان الله -! أو كلمة نحوها، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من سب عليا فقد سبني.
أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٣٢٣، وفي فضائل علي - عليه السلام - رقم ١٣٢، والنسائي في خصائص علي ص ٢٤، والحاكم في المستدرك ٣ / 121 والذهبي في تلخيصه وصححاه.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست