مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٣٤٩
فحدثني أخي الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوي - ضاعف الله سعادته - أنه رأى في تلك الليلة في منامه، كأن في يدي لقمة، وأنا أقول له: هذه من فم مولانا المهدي صلوات الله عليه، وقد أعطيته بعضها.
فلما كان سحر تلك الليلة، كنت على ما تفضل الله به من نافلة الليل، فلما أصبحنا نهار الخميس المذكور، دخلت الحضرة - حضرة مولانا علي صلوات الله وسلامه عليه - على عادتي، فورد علي من فضل الله، وإقباله، والمكاشفة ما كدت أن أسقط إلى الأرض، ورجفت أعضائي وأقدامي، وارتعدت رعدة هائلة على عوائد فضله عندي، وعنايته إلي، وما أراني من تبره لي، ورفدي، وأشرفت على القناد، مفارقة دار العناد، والانتقال إلى دار البقاء، حتى حضر الجمال محمد بن كتيلة، وأنا في تلك الحال، فسلم علي، فعجزت عن مشاهدته، وعن النظر إليه، وإلى غيره، وما تحققته بل سألت عنه بعد ذلك فعرفوني به تحقيقا، وتجددت في تلك الزيارة مكاشفات جليلة، وبشارات جميلة.
وحدثني أخي الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوي - ضاعف الله سعادته - بعدة بشارات رآها لي، منها: أنه رأى كأن شخصا يقص عليه في المنام مناما، ويقول له: قد رأيت كأن فلانا - عني، وكأنني كنت حاضرا لما كان المنام يقص عليه - راكب فرسا، وأنت، يعني أخي الصالح الآوي - وفارسان آخران، وقد صعدتم جميعا إلى السماء، قال، فقلت له: أنت تدري أحد (39) الفارسين من هو؟ فقال صاحب المنام في حال النوم: لا أدري. فقلت: أنت، يعني ذلك مولانا المهدي صلوات الله وسلامه عليه.
وتوجهنا من هناك لزيارة أول رجب بالحلة، فوصلنا ليلة الجمعة سابع عشرين جمادى الآخرة، بحسب الاستخارة، فعرفني حسن بن البقلي يوم الجمعة المذكور، أن شخصا في صلاح يقال له: عبد المحسن، من أهل السواد، قد حضر بالحلة، وذكر أنه قد لقيه مولانا المهدي صلوات الله وسلامه عليه، ظاهرا في اليقظة، وقد أرسله إلى عندي برسالة، فنفذت قاصدا، هو محفوظ بن فراء فحضرا ليلة السبت ثامن عشرين جمادى

(39) في الأصل: (إحدى) والصحيح ما أثبتناه.
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست