مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٣٥٣
أكرهك على قبولها. وأما هذه الستة دنانير فهو من خاصتي (47)، ولا بد أن تقبلها مني، وكاد أن يؤيسني من قبولها، فألزمته، فأخذها، وعاد تركها، فألزمته فأخذها، وتغديت أنا وهو، ومشيت بين يديه كما أمرت في المنام إلى ظاهر الدار، وأوصيته بالكتمان، والحمد الله، وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.
ومن عجيب زيادة بيان: أنني توجهت في ذلك الأسبوع، يوم الاثنين الثلاثين من جمادي الآخرة، سنة إحدى وأربعين وستمائة، إلى مشهد الحسين عليه السلام لزيارة أول رجب، أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بن محمد - ضاعف الله سعادته -، فحضر عندي سحر ليلة الثلاثاء أول رجب المبارك سنة إحدى وأربعين وستمائة المقرئ محمد بن سويد في بغداد، وذكر ابتداء من نفسه أنه رأى ليلة السبت، ثامن عشرين جمادى الآخرة المقدم ذكرها، وكأنني في دار وقد جاء رسول إليك وقالوا:
هو من عند الصاحب، قال محمد بن سويد: فظن بعض الجماعة أنه من عند أستاذ الدار، قد جاء إليك برسالة، قال محمد بن سويد: وأنا عرفت أنه من عند صاحب الزمان عليه السلام، قال: فغسل محمد بن سويد يديه وطهرهما، وقام إلى رسول مولانا المهدي صلوات الله عليه، فوجده قد أحضر معه كتابا من مولانا المهدي صلوات الله عليه إلى عندي، وعلى الكتاب المذكور ثلاثة ختوم، قال المقرء محمد بن سويد: فتسلمت الكتاب من رسول مولانا (48)، المهدي صلوات الله عليه بيديه المشطوفة، قال: وسلمته إليك - يعني عني -.
قال: فكان أخي الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوي - ضاعف الله سعادته - حاضرا، فقال: ما هذا؟ فقلت: هو يقول لك.
يقول علي بن موسى بن طاووس: فتعجبت من أن هذا محمد سويد قد رأي المنام في الليلة التي حضر عندي فيها الرسول المذكور، وما كان عنده خبر من هذه الأمور، والحمد لله كما هو أهله، وسمعت ممن لا اسميه مواصله بينه وبين مولانا صلوات الله عليه، لو تهيأ ذكرها كانت عدة كراريس، دالة على وجوده وحياته ومعجزاته صلوات الله عليه، وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.

(47) في الأصل: (من غير خاصتي)، وحذفنا (غير) للسياق.
(48) في الأصل: (مولا) وما أثبتناه هو الصحيح.
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»
الفهرست