مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٣٤٧
بسم الله الرحمن الرحيم، رأيت الحجة عليه السلام، ليلة السبت، سادس شوال، سنة تسعين وخمسمائة، كأنه في بعض دورنا بالمشهد على ساكنها السلام، قاعدا على دكة، والدكة لها هيئة حسنة، لم أعهدها، وإلى جانبه وقدامه [عرجون] (36) يابس، فيه شماريخ يابسة، وتحته قسيب، ثم إنه التقط منه، فدخلت عليه، فلما رآني قام، وأخذ العرجون فصار فيه رطب مختلف اللون، فاعتقدته معجزا له، وقلت له: أنت إمامي وأقبلت عليه، وأقبل علي، وقعدت بين يديه وأكملت من الرطب، وشكوت إليه صعوبة الوقت علينا، فأجابني بشئ غاب عني بعد الانتباه حقيقته.
ثم قمنا من ذلك الموضع إلى غيره، فقلت له: يا مولاي إن وراما، وابن إدريس، يمنعون الناس من الصلاة قبل آخر الوقت، فقال: (يصلون قبل آخر الوقت) ثم قال: (هم يفرطون في الصلاة) فقلت له: يقولون لهم لا تصلوا قبل آخر الوقت، فيقولون ما نقدر على ذلك، فأعاد القول: (يصلون قبل آخر الوقت).
ثم ذكر الفقهاء بكلام دل على أنه معتب عليهم، ثم أذن عليه السلام، فمضيت ألتمس ما القضاء به وأصلي معه، فانتبهت في إثر ذلك، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
ورأيت بخط أبي الحسن الخازن، ما هذا لفظه: وكنت أستعمل ماء الكر في الحمام مدة طويلة، فعن لي في بعض الأوقات أن أترك استعماله، فتركته أوقاتا فرأيت الحجة عليه السلام في منامي، وهو على موضع عال له شرافات، وعلى رأسه شبه الإكليل والتاج، فجرى حديث معنى الكر - غاب عني بعد الانتباه حقيقته - فالتفت إلي وقال: (جبرئيل قال لك أن الكر نجس، أو قال لك جبرئيل لا تستعمله، إرجع إلى الكر) وانتبهت في إثر ذلك وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
ومن المنامات عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، في المواسعة من بعض الوجوه، ما حدثني به صديقي الوزير محمد بن أحمد بن العلقمي، ضاعف الله سعادته، وشرف خاتمته، أيام كان أستاد الدار، فالتمست أن يكتبه بخطه فكتب ما يأتي بلفظه:
رأيت في المنام كأن مولانا زين العابدين عليه السلام نائم، وكأنه ميت،

(36) أثبتناه لضرورة السياق.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست