مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٨ - الصفحة ٢٦٨
تفسير ابن فارس (1) الدكتور هادي حسن حمودي بسم الله الرحمن الرحيم تقديم لا نعرف كتابا، على مدار التاريخ، نال من الحظوة والعناية والتأثير، ما ناله القرآن العزيز، حتى أنه يمكن القول: إن من وجوه إعجاز القرآن كثرة ما كتب فيه وعنه، وعمق تأثيره في حياة الناس منذ أن ظهر وإلى أيامنا هذه، بل وإلى ما شاء الله سبحانه وتعالى.
ولعل من نافلة القول أن نقرر أن جميع اللغات الحية في العالم تحتفل بتراث غزير، كتبه أكابر العلماء في موضوع القرآن وعلومه وتأثيره.
وبدهي أن تكون عناية المسلمين بهذا الكتاب العظيم، عناية تناسب مكانته في نفوسهم، ودوره الخطير في صياغة حياتهم، باعتباره دستورهم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن أردتم عيش السعداء، وموت الشهداء، والنجاة يوم الحشر، والظل يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فإنه كلام الرحمن، وحرز من الشيطان، ورجحان في الميزان) (1). ويصفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقول: (كتاب الله: تبصرون به، وتنطقون به، وتسمعون به، وينطق بعضه ببعض، ويشهد بعضه على

(1) الأمالي للطوسي 4.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست