مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦ - الصفحة ٨١
الحقائق وآثار الآخر مستهلكة وهو في غير الإنسان، وإما آثار جميع الحقائق كما في الإنسان، فأما بغلبة بعض الآثار ومغلوبية الآثار الباقية، كما في غير الكامل أو بالاعتدال كما في الإنسان الكامل (25).
فتبصر من هذا الكلام الكامل أن المراد من قوله سبحانه " وعلم آدم الأسماء كلها " (26) ما هو، وكذا من قوله عز من قائل " ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون " (27) ثم اقرأ وارق.
ثم اعلم أن جميع الأسماء الحسنى على كمالها وتمامها أسماؤه المستأثرة كالحي والعام والقادر وغيرها فتبصر!
ومنها قوله: وإذا كان هذا كذا، قلنا: إن الأشياء كلها هي العقل، والعقل هو الأشياء. لأن الأشياء كلها من فعل العقل بإذنه سبحانه والفعل قائم بفاعله، والفاعل قاهر على فعله ومحيط به فانظر ماذا ترى.
وكان المتقدمون من أهل التوحيد يسمون مبدأ المبادئ سبحانه وتعالى بالعقل، وكانوا يقولون: إن العقل يدبر العالم، والعقل موجب وحدة الصنع أزلا وأبدا، وكانوا يسمون وحدة الصنع من كثرة بهائه، وجماله، وحسن زينته بقوسموس، فتبارك الله أحسن الخالقين.
ومنها قوله القويم الثقيل: لو جوزنا أن يكون بين تلك الصور التي في نفوسنا، وبين الصور التي في الوجود تباين أو اختلاف ما عرفنا تلك الصور، ولا أدركنا حقائقها. فكلما نطلبه أول الأمر ندركه إدراكا ما، لأن طلب المجهول المطلق محال، وقد دريت الكلام في الاشتمال فافهم!
ثم إن الصور التي في نفوسنا لو لم تكن مطابقة لما في الوجود كالأمثلة المتقدمة فهي ليست بعلم، ولم يكن لها مطابق، ولم يصدق عليها عنوان نفس الأمر. فمعنى كون الشئ موجودا في نفس الأمر هو كونه متلبسا خلعة الوجود في حد ذاته أي كونه موجودا مع قطع النظر عن فرض فارض واعتبار معتبر، سواء كان موجودا في الخارج أوفي

(٢٥) أنظر: ص ١٤٧، الطبعة الأولى.
(٢٦) البقرة: ٣١.
(٢٧) الواقعة: ٦٢
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست