مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦ - الصفحة ٦٧
عنه، كما قال: بعض الأشعة منها بل من هو هي بوجه، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة. وقد قرر أن العقول الكلية لا حالة منتظرة لها، فكيف يتحول الروح النبوي الختمي صلى الله عليه وآله من مقام إلى مقام؟
فالجواب: إن مصحح التحولات هو المادة البدنية، ففرق بين العقل الفعال الذي لم يصادف الوجود الطبيعي، وبين العقل الفعال المصادف له، فالأول له مقام معلوم، والثاني يتخطى إلى ما شاء الله، كما قال صلى الله عليه وآله: (لي مع الله...) الحديث، فما دام البدن باقيا كان التحول جائزا " (6).
قوله: بعض الأشعة منها "، هو الإمام العسكري عليه السلام، كما صرح به قدس سره - في النبراس (7). ثم من هذا الوجه، من معنى العقل الفعال يعلم وجه ما قالوا في معنى نفس الأمر أنها قلب الإنسان الكامل.
ثم إن روايات باب " إن الأئمة عليهم السلام يزدادون في ليلة الجمعة " - من حجة الكافي - وكذا روايات الباب الذي بعده " لولا أن الأئمة عليهم السلام يزدادون لنفذ ما عندهم " ونظائر ما في هذين البابين من الروايات الأخرى يعلم مفادها من هذا التحقيق الأنيق في العقل الفعال وبيان الفرق المذكور.
واعلم أنهم أطلقوا العقل الفعال على رب النوع الإنساني أيضا. وأرباب الأنواع هي العقول الكلية المرسلة أيضا. والأرباب تسمى بالمثل الإلهية أيضا، وفي الصحف العرفانية تسمى بالأسماء الإلهية، كما صرح به العلامة القيصري في شرح الفص الموسوي من شرحه على نصوص الحكم قال: " حقائق الأسماء الإلهية هي الأرباب المتكثرة ".
وكذا في مصباح الأنس، حيث قال: العلامة ابن الفناري: " عبر عن الأسماء بالمثل الإفلاطونية ".
وتعليقتنا في المقام على المصباح هكذا: أرباب الأنواع - عند أفلاطون وأشياعه - مثل نورية، وهي عند العارفين أسماؤه تعالى، فإن كل نوع تحت اسم، وهو

(6) التعليقة على الفصل السادس والعشرين من المرحلة العاشرة من الأسفار في العقل والمعقول 3: 636 و 473، الطبعة الثانية.
(7) النبراس: 4، الطبعة الأولى
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست