مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦ - الصفحة ١٣٤
الأمة ولا يدفعه " (13).
ويقول الشيخ الفضل بن الحسن أبو علي الطبرسي، الملقب بأمين الإسلام - المتوفى سنة 548 - ما نصه: "... ومن ذلك الكلام في زيادة القرآن ونقصانه، فإنه لا يليق بالتفسير، فأما الزيادة فمجمع على بطلانها، وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة: إن في القرآن تغييرا ونقصانا...
والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى - قدس الله روحه - واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات " (14).
والقول بعدم التحريف لازم كلام الشيخ الحسن بن يوسف، الشهير بالعلامة الحلي - المتوفى سنة 726 - في كتابه " نهاية الأصول " كما سيأتي الإشارة إليه.
ويقول الشيخ زيد الدين البياضي العاملي - المتوفى سنة 877 - في قوله تعالى " وإنا له لحافظون ": " أي إنا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان " (15).
وألف الشيخ علي بن عبد العالي الكركي العاملي، الملقب بالمحقق الثاني - المتوفى سنة 940 - رسالة في نفي النقيصة في القرآن الكريم، حكاها عنه السيد محسن الأعرجي البغدادي في كتابه " شرح الوافية في علم الأصول ".
واعترض في الرسالة على نفسه بما يدل على النقيصة من الأخبار، فأجاب:
" بأن الحديث إذا جاء على خلاف الدليل والسنة المتواترة أو الإجماع، ولم يمكن تأويله ولا حمله على بعض الوجوه. وجب طرحه " (16).
وبه صرح الشيخ فتح الله الكاشاني - المتوفى سنة 988 - في مقدمة تفسيره " منهج الصادقين "، وبتفسير الآية " وإنا له لحافظون ".
وهو صريح السيد نور الله التستري، المعروف بالقاضي الشهيد - المستشهد سنة 1019 - في كتابه " إحقاق الحق " في الإمامة والكلام.

(١٣) التبيان في تفسير القرآن ١: ٣.
(١٤) مجمع البيان ١: ١٥.
(١٥) مباحث في علوم القرآن للعلامة الأردوبادي - مخطوط -.
(16) المصدر نفسه
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست