مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦ - الصفحة ١٢٣
(خالفة الإخالة) وهي عنده اسم الفعل، و (خالفة الصوت) أي أسماء الأصوات و (خالفة التعجب) أي الصيغتان القياسيتان للتعجب: ما أحسن زيدا، وأحسن بزيد. و (خالفة المدح والذم): نعم الرجل زيد، وبئست المرأة هند.
والذي جعله يوسع دائرة الخالفة بحيث شملت صيغ التعجب والمدح والذم، أن لها جميعا - كما يقول - (طبيعة الافصاح الذاتي عما تجيش به النفس، فكلها يدخل في الأسلوب الانشائي). والذي يؤخذ عليه في ذلك:
1 - إننا، في مجال التقسيم، نكون بصدد التمييز بين الكلمات والصيغ المفردة، لا الجمل المركبة، والافصاح الذاتي والأسلوب الانشائي في التعجب والمدح والذم، ليس وليد الكلمة المفردة (أحسن) أو (نعم) أو (بئس) وإنما هو وليد الجملة كاملة، فقياسية التعجب مثلا (قياسية جملية) وليست إفرادية، ولذلك لو غيرنا في هيئة الجملة (ما أحسن زيدا) شيئا يسيرا كأن نقول: " (ما أحسن زيد) لتغير أسلوب التعجب ومعناه إلى أسلوب النفي، مع أن صيغة الفعل كما هي لم تتغير فصيغة التعجب إذن صيغة جملة لا مفرد، ونحن بصدد تقسيم الكلمات المفردة لا الجمل، وإلا فكان ينبغي له أن يذكر من الخوالف جملة (لله دره فارسا) لأن فيها نفس الافصاح الذاتي والأسلوب الانشائي.
والذي يبدو أن الكلمات المفردة في صيغ التعجب، والمدح والذم، باقية على النزاع المتوارث بين البصريين والكوفيين في إسميتها أو فعليتها، ولعلي أميل إلى ما ذهب إليه بعضهم من فعليتها وتخلفها عن طبيعة أخواتها في المعنى وفي الاشتقاق، فجمدت على حالة واحدة واستعمال معين، وفي صيغ الأفعال المتخلفة نظائر لهذه الأفعال مثل (عسى) و (ليس) و (آض) و (ما دام) وغيرها مما لا مضارع لها، ومثل (يذر، ويدع مما لا ماضي لها.
والأفعال الناسخة عموما فقدت (فعليتها) من ناحية المادة وبقيت الصيغة وحدها لتدل على أنها تحدرت عن أفعال. واختصت هذه الأفعال باستعمال معين يجعلها أشبه بالأدوات هو الدخول على الجمل الإسمية لإضافة معنى الزمن إليها، ومع ذلك فأكثر النحاة لا يستطيعون تصنيفها في غير فصيلة الأفعال وإن خلت من الدلالة على (الحدث).
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست