لأن الاطلاع على ما ذكر في أوصاف الإمام من العصمة التي هي من الأمور الخفية والأفضلية على الخلق في جميع الفضائل والكمالات وغيرهما خارج عن عهدة البشر الغير المرتبط بالوحي، فلا بد أن يكون منصوبا من قبل الله عز وجل، ويدل عليه أيضا أنه تعالى كلما ذكر الإمام والخليفة في كتابه الكريم أسند تعيينه إلى ذاته المقدسة، كقوله سبحانه للملائكة " إني جاعل في الأرض خليفة " (1) وقوله في حق إبراهيم عليه السلام " إني جاعلك للناس إماما " (2) وقوله في حق إبراهيم و إسحاق ويعقوب عليهم السلام " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا " (3) وقوله في حق داود عليه السلام " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض " (4) وقوله في حق بني إسرائيل " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا " (5) وقوله عز وجل حكاية عن سؤال موسى " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري " (6).
فلو صلح الخلق لتعيينه لما أسند عز وجل جعله إلى نفسه في تلك الموارد ولما أحتاج موسى عليه السلام مع وفور علمه ومقام نبوته إلى السؤال عنه تعالى ليجعل أخاه هارون خليفة ووزيرا له ولم يمن الله سبحانه عليه بإعطاء سؤله بقوله " قد أوتيت سؤلك يا موسى " (7) وأيضا لو كان أمر تعيينه بيد الخلق لما ذم سبحانه الذين نفوا صلاحية الرسول صلى الله عليه وآله