فمن لم يكن معصوما وأمكن صدور المعصية منه ولو خطاء أحيانا لم يكن معدودا في عداد المخلصين بالمعنى الذي يكون مرادا في الآيات فلا يليق للرياسة الإلهية على جميع الخلائق ومنصب الإمامة والزعامة - العامة.
ومنها - أن الإمام لو لم يكن معصوما لأمكن أن يدعو الناس إلى خلاف الحق والصواب، فيكون مضلا مع أنه سبحانه قال:
" وما كنت متخذ المضلين عضدا " (1).
ومنها قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا - الرسول وأولي الأمر منكم " (2).
وجه الدلالة أنه سبحانه قرن طاعة أولي الأمر بطاعة نفسه و طاعة رسوله وأوجب على الخلق إطاعتهم على الإطلاق، ولا يمكن أن يوجب الله عز وجل إطاعة أحد من الخلق على الإطلاق، إلا من كان مأمونا من الخطاء والغفلة والسهو والنسيان وكان متصفا بصفة العصمة وعالما بجميع أحكام الشرع، حتى يكون كل ما أمر به أو نهى عنه حجة ويكون أمره ونهيه أمر الله تعالى ونهيه ويجب متابعته في جميع أقواله وأفعاله.
ومنها قوله تعالى: " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي - الظالمين " (3) أي عهدي وهو الإمامة لا ينال الظالمين من ذريتك كما