لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٩٢
تخصيص أحدهما دون الآخر أمر وجودي لا يفارق العلة فمن قال بجواز الترجيح بلا مرجح، فقد جوز تحقق أمر وجودي وهو تخصيص أحدهما دون الآخر بلا علة، وما مثل برغيفي الجائع أو طريقي الهارب فثمة مرجحات خفية لا يلتفت إليها الإنسان بتفصيل، كأن يختار ما يقع في جانب اليمين على ما في جانب اليسار، أو يختار أول ما تطرف إليه عيناه، إلى غير ذلك من المرجحات التي ربما تخفى على الإنسان إلا بعد الإمعان والدقة.
وثانيا: أن ترجيح أحد الفعلين متقدم على تعلق إرادته بالإيجاد فهو يرجح أولا ثم يريد الإيجاد، فعند ذلك يأتي دور قاعدة " الشئ ما لم يجب لم يوجد " فاختيار الفعل عن ترجيح متقدم على الإرادة ثم الإيجاب والوجوب، فكيف يناط وجوب المعلول وعدمه بشئ لا دخل له فيه؟
وإن شئت قلت: إن النفس بعد اختيارها إيجاد شئ بأي نحو حصل، يكون فاعلا موجبا للإرادة أولا، وفاعلا موجبا بتوسط الإرادة لتحريك العضلات ثانيا، وفاعلا موجبا بالمعلول الخارجي ثالثا، فجواز الترجيح بلا مرجح وعدمه المتقدم على مسألة الإيجاب والوجوب لا صلة له بالقاعدة.
(٩٢)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»