لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٩٤
المعلوم الخارجي ويستند إليه، فإذا رأى أن زيدا قائم، يحصل له العلم بأنه كذا وكذا فليس للعلم أي تأثير في المعلوم الخارجي، وإنما الأمر على العكس فالخارج، هو الذي صار مبدأ لعلم الإنسان بكونه قائما.
وفي الثاني الأمر على العكس، فالعلم يكون سببا لحدوث المعلوم وتحققه في الخارج كما هو الحال في الفاعل العنائي والتجلي (على الفرق المقرر بينهما).
فالناظر من شاهق يتصور السقوط ويكون مبدأ لسقوطه، فالمعلوم تابع للعلم ويكون متحققا في ظله، والله سبحانه فاعل بالتجلي الذي يكون نفس العلم فيه مبدأ ومصدرا من غير استعانة بشئ آخر، وما شأنه كذلك يكون العلم متبوعا والمعلوم تابعا، وإلى ذلك ينظر قول الأكابر من أن النظام الكياني تابع للعلم الرباني وأنه المبدأ لنظام الوجود من الغيب والشهود، وأن ما في سلسلة الوجود من الجواهر والأعراض والمجردات والماديات تابع لعلمه الذاتي الذي هو علة لتحقق السلسلة.
وعلى هذا يكون علمه سبحانه مبدأ لما في الكون من سلسلة الوجود على وجه لا يتخلف المعلوم عن علمه، فعندئذ
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»