لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٩٦
الرباني وعلى ذلك يكون علمه بصدور كل معلول عن علته مؤكدا للاختيار، لا سالبا له، إذ معناه أنه تعلق علمه بصدور كل فعل عن فاعله فلو كان الفاعل مضطرا تعلق علمه بصدوره عنه على وجه الاضطرار، ولو كان فاعلا مختارا تعلق علمه بصدوره عنه كذلك، فالنظام الكياني بوجوده وصفاته، متعلق علمه، ولو صدر فعل الفاعل الاختياري عنه على وجه الاضطرار لزم تخلف علمه عن معلومه.
وإن شئت قلت: إن كل ما يوجد من الكمال والجمال فهو من صقع وجوده وتجليات ذاته وإن ما في دار الوجود من النظام الأتم فهو عين علمه الفعلي إلا أنه لا يلازم الاضطرار، لأن كل مرتبة متعلقة متدلية بتمام هويتها لما فوقها، بحيث لا يمكن التجافي عنها ولا التنزل إلى ما دونها ومعنى ذلك تعلق علمه بصدور كل مسبب عن سببه، والمعلول عن علته على النظام الخاص ولم يتعلق علمه بصدور كل معلول عن علته فقط، وإنما تعلق بصدور كل معلوم عن علته على الوصف الخاص لها من اضطرار واختيار، فالقول بعلمه العنائي، وأن النظام الكياني تابع للعلم الرباني مع التحفظ على نظام العلل والمعاليل يؤكد الاختيار وينفي الاضطرار.
(٩٦)
مفاتيح البحث: الإختيار، الخيار (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»