لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٠٣
فإن حمل الأبيض على الجسم رهن حيثيتين: حيثية تعليلية تخرج الجسم عن الاستواء إلى جانب الوجود، وحيثية تقييدية كالبياض منضمة إلى جانب الجسم حتى تكون مصححا لحمل الأبيض عليه.
هذا هو حال الممكنات، فلا يستغني أي ممكن في حمل محمول عليه من حيثية تعليلية في عامة الأقسام وتقييدية في بعضها.
وأما الواجب جل ذكره فبما أنه واجب الوجود ولازم الثبوت، فهو في غنى عن الحيثية التعليلية.
كما أنه في غنى عن الحيثية التقييدية، لأن الذات عين الوجود والكمال، فلا حاجة في حمل أي كمال عليها لشئ وراء الذات.
فتبين بذلك أن الواجب لا يحتاج إلى الجهات التعليلية والتقييدية، كما أن الماهيات الممكنة بالنسبة إلى أعراضها كالجسم بالنسبة إلى البياض رهن كلتا الحيثيتين.
وأما الوجود المنبسط الذي بسطه الله سبحانه على هياكل الماهيات فبما أنه صرف الوجود عين التعلق والفقر، فهو
(١٠٣)
مفاتيح البحث: الغنى (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»