لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٠٧
ومن أدبرت عنه وتركته في نكبة ومحنة ولا يجد ما يسد به رمقه فهو شقي.
الثالث: ما عليه المليون، أعني: الذين لهم عقيدة راسخة بالمبدأ والمعاد، والجنة ودرجاتها والنار ودركاتها، فمن نال الجنة ونعيمها فهو من السعداء، ومن دخل النار وجحيمها فهو من الأشقياء، وهذا ما يشير إليه قوله سبحانه:
* (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد * وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ) * (1).
فمن دخل الجنة، فهو السعيد، وإن كان في الدنيا رهين الفقر والفاقة، ومن دخل الجحيم، فهو شقي، وإن كان في الدنيا حليف العيش الرغيد.
إذا وقفت على هذه المعاني الثلاثة للسعادة والشقاء، فاعلم أن المراد منهما في هذا المقام هو المعنى الثالث لخروج الأولين عما يرتئيه الحكيم أو المتكلم في ذلك المقام، ولا وجه لجعل السعادة والشقاء بالمعنى الثالث من الذاتيات غير المعللة كما

(1) هود / 106 - 108.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 110 112 113 114 ... » »»