لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٠٤
محتاج إلى حيثية تعليلية حتى يحققه ولا يحتاج في حمل الوجود عليه إلى حيثية تقييدية.
وإن شئت قلت: ليس في نظام الوجود شئ يوصف بالوجود بلا جهات تعليلية وتقييدية سوى الواجب فهو غير مفتقر ولا معلل، وأما الموجودات الإمكانية فهي بين ما يتوقف على كلتا الحيثيتين، كقولنا: الجسم أبيض، وأخرى على حيثية واحدة، كقولنا: الوجود موجود، أو البياض موجود. فلوازم الوجود والماهية معللة في التحقق والثبوت غير معللة في اللزوم والإيجاب.
الثالث: الوجود هو أصل الكمال ومبدؤه الماهيات بما أنها أمور انتزاعية من حدود الموجود فلا أثر لها ولا اقتضاء وإنما الأثر والشرف والكمال كله للوجود، وهو الأصيل في عالم التحقق، إذ العلم بوجوده يكشف عن المعلوم لا بماهيته، وهو بوجوده أيضا كمال وجمال لا بمفهومه، ومثله القدرة والحياة والإرادة فكلها شرف بالوجود لا بمفاهيمها، ولذلك كلما اشتد الموجود، وقلت حدوده الوجودية اشتد كماله، وكلما ضعف الوجود وكثرت حدوده الوجودية ضعف كماله إلى أن يصل إلى حد ليس له حظ من الوجود سوى كونه
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 110 ... » »»