لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٢٠
معنى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " اعملوا فكل ميسر لما خلق له "؟
فقال: " إن الله عز وجل خلق الجن والإنسان ليعبدوه ولم يخلقهم ليعصوه وذلك قوله عز وجل: * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * فيسر كلا لما خلق له، فالويل لمن استحب العمى على الهدى ". (1) فترى أنه سلام الله عليه دفع الشبهة كلها بأن العباد مختارون وأن ما خلقوا لأجله من العبادة ميسور لهم، وأن علمه تعالى بعمل السعداء والأشقياء أو اتخاذ النطف من الأمور الصفوة والكدرة لا تسلب الاختيار.
هذا بعض ما يمكن أن يقال في أخبار الطينة وما يشبهها.
خاتمة المطاف:
إن للعلماء الربانيين والعرفاء الشامخين من أهل الكشف واليقين هنا كلمة قيمة هي عصارة الكتب المنزلة، والمأثورات الشرعية، مدعمة بالبرهان ألا وهو البحث عن أحكام الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها ووصفها وبيان حقيقتها وما يدور حولها من بحوث، ونحن نشير إلى بعضها بنحو الإجمال والاختصار.

(1) التوحيد / 356.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»