إن من الأسئلة المثارة حول اختيارية الإنسان مسألة خلقة الإنسان من طينات مختلفة، فطينتهم إما من عليين أو من سجين، ومن الواضح أن لكل أثرا خاصا في مصير الإنسان، ومعه كيف يمكن أن يكون الإنسان فاعلا مخيرا وإنما يكون فاعلا مسيرا؟
أقول: إن تحقيق الحق يتوقف على بيان أمرين:
الأول: إن ملاك المثوبة والعقوبة هو مخالفة البالغ العاقل التكليف الواصل إليه، فبالعقل يميز بين الحسن والقبيح، وبين إطاعة المولى ومخالفته، كما أنه بالوقوف على التكليف يقف على مراد المولى مما يرضيه أو يسخطه، فإذا خالف باختياره وإرادته من دون ضرورة يكون هو تمام الموضوع عند العقلاء لصحة مؤاخذته وعقوبته بألوان العقوبات، فهذا هو ملاك