في ظل أصول الإسلام - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٨٢
فالحق أن السلطة الغيبية التي أعطاها الله سبحانه لخيار عباده ليتصرفوا بها في الكون بإذنه ومشيئته ويخرقوا بها قوانين الطبيعة في مجالات خاصة لا تستلزم الاعتقاد بوجودها في أحد، الاعتقاد بألوهيته، ولا يكون صاحب مثل هذه السلطة ندا وشريكا لله سبحانه ولا يلزم منه مساواته بالله سبحانه.
نعم، الاعتقاد بالسلطة الغيبية " المفوضة " والتي يتصرف بها صاحبها في الطبيعة من دون حاجة إلى إذن الله سبحانه هو الموجب للاعتقاد بالألوهية، وقد قال سبحانه: * (وما كان لرسول أن يأتي ب آية إلا بإذن الله) * (1).
كما وأن الذكر الحكيم يثبت للملائكة قدرة خارقة من قبض الأرواح، وإهلاك الأمم، ويثبت للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كون صلاته موجبة لسكون الأرواح والقلوب، يقول سبحانه: * (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) * (2).
ما يترتب على هذا الأصل:
ويترتب على الأصل:
1 - إن الاعتقاد بأن الله سبحانه يدفع عن الإنسان الضر أو يجلب إليه النفع في ظل دعاء النبي، في الدنيا والآخرة، ليس شركا لأنه لو كان صلى الله عليه وآله وسلم

(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 187 188 ... » »»