في ظل أصول الإسلام - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٧٨
اكتسابها وتعلمها بالطرق العادية المتعارفة بشهادة أن علمه هذا كان جزءا من كتاب خاص معهود يختلف عن بقية الكتب على حد تعبير الآية الشريفة.
وعلى كل تقدير فقد كان قادرا على الإتيان بهذا العمل، إما لامتلاكه قدرة على الإتيان به بإذن الله سبحانه كقدرته على إتيان الأعمال الاعتيادية، أو لأنه كان على قدر عظيم من الارتباط بالله سبحانه بحيث إذا سأل شيئا لم يتخلف عن إجابته.
3 - سليمان والسلطة الغيبية:
ويشير القرآن كذلك إلى وجود سلطة خارقة لسليمان - عليه السلام في مواضع من سور الذكر الحكيم، فقد حكت آيات عن:
1 - امتلاكه سلطة نافذة على معاشر الإنس والجن وأنواع الطير حتى أنها عدت من جنوده وعساكره: * (وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير) * (1).
2 - إنه بلغ في نفوذ سلطانه على كائنات عالم الحيوانات أنه كان يحادثهم ويتوعدهم وينذرهم بصرامة ويأمرهم بما يشاء: * (وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) * (2).

(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»