ولكن مقيدة بإذن الله. * (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني (1) *.
سبحان الله ما أكثر صراحة هذا الكلام من المسيح - عليه السلام في إثبات السلطة الغيبية المأذونة المحدودة الفعالة لغايات إلهية حيث قال: * (أخلق - أبرئ - أحيي) *.
أفبعد هذه التصريحات يمكن أن يشك الإنسان في أن للمخلصين من عباد الله سلطة غيبية؟ كيف وللمحققين المفسرين في جملة تلك الآيات بيانات شافية تؤكد هذه الحقيقة من أراد الوقوف عليها فليرجع إلى مظانها.
ومن طالع الذكر الحكيم يجد أن هناك آيات أخرى تثبت للأنبياء والصالحين قدرة غيبية بارزة، فعلى سبيل المثال اقرأ سورة يوسف وتدبر في آياتها وأنه كيف تمكن من التعرف على مصير صاحبيه في السجن وأخبرهما بأن أحدهما يسقي ربه خمرا وأن الآخر يصلب وتأكل الطير من رأسه؟
وكيف أنه وقف على مصير شعب مصر وما سيعانونه في سنين كثيرة تمر عليهم، وكيف أنه تأتي سبعة أعوام خصبة ثم تليها سبع سنين يعم فيها القحط والشدة إلى آخر ما جاء في تلك السورة.
بل أرسل قميصه إلى أبيه وقال بأنه لو ألقاه على وجهه لأتاه بصيرا (2).
أفهل يمكن الحصول على هذه العلوم عن طريق التعليم والتعلم؟