عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ١١٩
إن أوصيائي أحد عشر رجلا من ولدي أئمة كلهم محدثون.
قلت: يا أمير المؤمنين من هم؟
قال _ عليه السلام _: ابني هذا الحسن، ثم ابني هذا الحسين، ثم ابني هذا وأخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين وهو رضيع ثم ثمانية من ولده واحدا بعد واحد، هم الذين أقسم الله بهم، فقال: " ووالد وما ولد " فالوالد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنا وما ولد، يعني - هؤلاء الأحد عشر أوصياء.
قلت: يا أمير المؤمنين! فيجتمع إمامان.
قال _ عليه السلام _: نعم، إلا أن واحدا صامت، لا ينطق حتى يهلك الأول (1).
18 - وبهذا الاسناد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبان، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: قلت لعلي _ عليه السلام _: إني سمعت من سلمان ومن المقداد ومن أبي ذر أشياء من تفسير القرآن ومن الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [غير ما في أيدي الناس] ثم سمعت منك تصديقا لما سمعت منهم، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة في تفسير القرآن ومن الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخالفونهم فيها ويزعمون أن ذلك (2) كان كله باطلا، أفترى أنهم يكذبون على رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟
قال: فأقبل علي _ عليه السلام _ وقال: قد سألت فافهم الجواب، إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وخاصا وعاما، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما (3) وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عهده حتى قام خطيبا فقال: أيها الناس قد

(1) سليم بن قيس: 327.
(2) في بعض النسخ ومن الأحاديث عن رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك وفي خصال الصدوق هكذا أيضا.
(3) قوله حقا وباطلا وصدقا وكذبا ذكر الصدق والكذب بعد الحق والباطل من قبيل ذكر الخاص بعد العام، لان الصدق والكذب من خواص الخبر، والحق والباطل يصدقان على الأفعال أيضا، وقيل: الحق والباطل هنا من خواص الرأي والاعتقاد، والصدق والكذب من خواص النقل والرواية.
وقوله: محكما ومتشابها المحكم في اللغة هو المضبوط المتقن، ويطلق في الاصطلاح على ما اتضح معناه، وعلى ما كان محفوظا من النسخ أو التخصيص أو منهما معا، وعلى ما كان نظمه مستقيما خاليا عن الخلل، وما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا، ويقابله بكل من هذه المعاني المتشابه.
وقوله وهما بفتح الهاء - مصدر قولك: وهمت - بالكسر - أي غلطت وسهوت، وقد روى وهما بالتسكين - مصدر وهمت - بالفتح - إذا ذهب وهمك إلى شئ وأنت تريد غيره، والمعنى متقارب - كما قاله في البحار.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اهداء ودعاء 5
2 كلمة المؤسسة 7
3 أمير المؤمنين _ عليه السلام _ راوي السنة 14
4 كلمة حول موضوع الكتاب 15
5 * الباب الأول * الفصل الأول: اسم المهدي - عجل الله فرجه الشريف 19
6 الفصل الثاني: صفات المهدي وشمائله 25
7 الفصل الثالث: دعاء المهدي - عجل الله فرجه الشريف 35
8 الباب الثاني الفصل الأول: المهدي من قريش 39
9 الفصل الثاني: المهدي من بني هاشم 45
10 الباب الثالث الفصل الأول: المهدي _ عليه السلام _ من أهل البيت 51
11 الفصل الثاني: المهدي من ولد علي _ عليهم السلام _ 65
12 الفصل الثالث: المهدي من ولد فاطمة _ عليها السلام _ 87
13 الفصل الرابع: المهدي من ولد الحسين _ عليهم السلام _ 91
14 الفصل الخامس: المهدي - عليه السلام - من الأئمة الاثني عشر 105
15 الباب الرابع الفصل الأول: المهدي في القرآن 149
16 الباب الرابع الفصل الثاني: المهدي في نهج البلاغة 177
17 الفصل الثالث: المهدي شعر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ 187
18 الباب الخامس الفصل الأول: أنصار المهدي _ عليه السلام _ 193
19 الفصل الثاني: الرايات السود 207
20 الباب السادس الفصل الأول: السفياني 217
21 الفصل الثاني: الدجال 231
22 الباب السابع الفصل الأول: غيبة المهدي _ عليه السلام _ 241
23 الفصل الثاني: محن الشيعة عند الغيبة 253
24 الفصل الثالث: فضيلة انتظار الفرج 263
25 الباب الثامن الفصل الأول: الفتن قبل المهدي _ عليه السلام _ 273
26 الفصل الثاني: علائم الظهور 301
27 الفصل الثالث: علائم بعد الظهور 325
28 الفصل الرابع: دابة الأرض 333
29 الفصل الخامس: يأجوج ومأجوج 339
30 الباب التاسع الفصل الأول: فضل مسجد الكوفة 343
31 الفصل الثاني: خروج رجل من أهل بيته 349
32 الفصل الثالث: حكم الأرض عند ظهور القائم _ عليه السلام _ 353
33 الفصل الرابع: حكومة الامام المهدي _ عليه السلام _ 357
34 الفصل الخامس: ختم الدين 363