عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ١٢١
وتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان حتى ولوهم الاعمال وحملوهم على رقاب الناس (1) وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله عز وجل، فهذا أحد الأربعة.
(١) أي أن أئمة الضلال بسبب وضع الاخبار أعطوا هؤلاء المفترين الوضاعين الولايات وسلطوهم على رقاب الناس، وقصد المنافقون بجعلهم الاخبار التقرب إلى الأمراء لينالوا من دنياهم، وقد افتعل في أيام خلافة بني أمية لا سيما زمان معاوية بن أبي سفيان حديث كثير على هذا الوجه جدا جلها في المناقب، أعني: مناقب الخلفاء وولائجهم، وبعضها في الطعن على أهل الحق الذين تحزبوا عن أهل الباطل ولجأوا إلى الحصن الحصين أمير المؤمنين علي _ عليه السلام _. ومن مفتعلاتهم ما رواه أبو هريرة الدوسي أو رووا عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم أبعث فيكم لبعث عمر، أيد الله عمر بملكين يوفقانه ويسددانه، فإذا أخطأ صرفاه حتى يكون صوابا وذكره السيوطي في الموضوعات.
وعنه أيضا قال: خرج النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ متكئا على علي بن أبي طالب فاستقبله أبو بكر وعمر فقال _ صلى الله عليه وآله وسلم _: يا علي أتحب هذين الشيخين؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: حبهما تدخل الجنة رواه الخطيب في تاريخه وعده السيوطي من الموضوعات، ونقل أبو نعيم في الحلية مسندا عن أبي هريرة مرفوعا عن النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته [فإذا دنا أجله قبضه الله من التربة التي منها خلق وفيها يدفن] وخلقت أنا وأبو بكر وعمر من طينة واحدة وندفن فيها في بقعة واحدة قال: أبو عاصم ما نجد فضيلة لابي بكر وعمر مثل هذه لان طينتهما من طينة رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ومعه دفنا وذكره السيوطي أيضا في الموضوعات.
ونص الطبري في تاريخه وغيره أن عمر بن الخطاب استعمل أبا هريرة على البحرين واليمامة. ثم عزله بعد عامين لخيانته، واستنقذ منه ما اختلسه من أموال المسلمين وقال له: إني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين، ثم بلغني أنك ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار، وضربه بالدرة حتى أدماه.
فرجع إلى حاله الأول وبقي إلى زمان خلافة عثمان فانضم إليه وأخذ يفتعل الأحاديث في فضله لينال من دنياه فقال قال رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _: إن لكل نبي رفيقا في الجنة ورفيقي فيها عثمان ذكره الترمذي في صحيحه وقال الذهبي في ميزانه ببطلانه. وقال أيضا قال رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _: لكل نبي خليل في أمته وإن خليلي عثمان بن عفان ذكره السيوطي في الجامع الصغير. وقال الذهبي في الميزان ببطلانه.
إلى غير ذلك من أمثاله. ومن ذلك ما رواه أبو العباس الزورقي في كتاب شجرة العقل عن عبد الله بن الحضرمي - عامل عثمان بن عفان على مكة - أنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمر: لو لم أبعث لبعثت وقد ذكره السيوطي في الموضوعات.
وروى أن سمرة بن جندب أعطاه معاوية بن أبي سفيان من بيت المال أربعمائة ألف درهم على أن يخطب في أهل الشام بأن قوله تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) الآية، أنها نزلت في علي بن أبي طالب [_ عليه السلام _ ج وأن قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) نزل في ابن ملجم أشقى مراد، فقيل:
فعل ذلك. واستخلفه زياد على البصرةفقتل فيها ثمانية آلاف من الناس، كما نص عليه الطبري وغيره.
وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه الذي كان من أعلام المحدثين في تاريخه نحو ما تقدم ثم