عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ١٢٠
كثرت علي الكذابة (1) فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (2) ثم كذب عليه من بعده، وإنما أتاك بالحديث أربعة ليس لهم خامس: رجل منافق مظهر للايمان، متصنع للاسلام باللسان، لا يتأثم (3) ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ متعمدا، فلو علم الناس (4) أنه منافق كاذب ما قبلوا منه، ولم يصدقوه، ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد رآه وسمع منه [وأخذوا عنه، وهم لا يعرفون حاله] (5) وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك (6) ووصفهم بما وصفهم، فقال عز وجل: " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم " (7) ثم بقوا بعد رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم

(١) بكسر الكاف وتخفيف الذال مصدر كذب يكذب أي كثر علي كذبة الكذابين.
(٢) قوله: فليتبوأ بصيغة الامر ومعناه الخبر كقوله تعالى: (من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا).
(٣) متصنع بالاسلام أي متكلف له ومتدلس به غير متصف به في نفس الامر.
وقوله: لا يتأثم أي لا يكف نفسه عن موجب الاثم، أو لا يعد نفسه آثما بالكذب عليه صلوات الله عليه، وكذا قوله: لا يتحرج من الحرج بمعنى الضيق أي لا يتجنب الاثم.
(٤) في بعض النسخ: فلو علم المسلمون والمتن موافق للكافي والخصال.
(٥) ما بين القوسين كان في بعض النسخ دون بعض ولكنه موجود في الخصال والكافي، وقوله: وهم لا يعرفون حاله ذلك لكون ظاهره ظاهرا حسنا، وكلامه كلاما مزيفا وذلك يوجب اغترار الناس به وتصديقهم له فيما أخبر به أو نقل عن غيره.
(٦) كذا في نهج البلاغة أيضا، وفي الخصال والكافي وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره.
(7) المنافقين: 3. ويرشد _ عليه السلام _ بذلك إلى أنه سبحانه خاطب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) لصباحتهم وحسن منظرهم، (وإن يقولوا تسمع لقولهم) أي تصغي إليهم لذلاقة ألسنتهم.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اهداء ودعاء 5
2 كلمة المؤسسة 7
3 أمير المؤمنين _ عليه السلام _ راوي السنة 14
4 كلمة حول موضوع الكتاب 15
5 * الباب الأول * الفصل الأول: اسم المهدي - عجل الله فرجه الشريف 19
6 الفصل الثاني: صفات المهدي وشمائله 25
7 الفصل الثالث: دعاء المهدي - عجل الله فرجه الشريف 35
8 الباب الثاني الفصل الأول: المهدي من قريش 39
9 الفصل الثاني: المهدي من بني هاشم 45
10 الباب الثالث الفصل الأول: المهدي _ عليه السلام _ من أهل البيت 51
11 الفصل الثاني: المهدي من ولد علي _ عليهم السلام _ 65
12 الفصل الثالث: المهدي من ولد فاطمة _ عليها السلام _ 87
13 الفصل الرابع: المهدي من ولد الحسين _ عليهم السلام _ 91
14 الفصل الخامس: المهدي - عليه السلام - من الأئمة الاثني عشر 105
15 الباب الرابع الفصل الأول: المهدي في القرآن 149
16 الباب الرابع الفصل الثاني: المهدي في نهج البلاغة 177
17 الفصل الثالث: المهدي شعر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ 187
18 الباب الخامس الفصل الأول: أنصار المهدي _ عليه السلام _ 193
19 الفصل الثاني: الرايات السود 207
20 الباب السادس الفصل الأول: السفياني 217
21 الفصل الثاني: الدجال 231
22 الباب السابع الفصل الأول: غيبة المهدي _ عليه السلام _ 241
23 الفصل الثاني: محن الشيعة عند الغيبة 253
24 الفصل الثالث: فضيلة انتظار الفرج 263
25 الباب الثامن الفصل الأول: الفتن قبل المهدي _ عليه السلام _ 273
26 الفصل الثاني: علائم الظهور 301
27 الفصل الثالث: علائم بعد الظهور 325
28 الفصل الرابع: دابة الأرض 333
29 الفصل الخامس: يأجوج ومأجوج 339
30 الباب التاسع الفصل الأول: فضل مسجد الكوفة 343
31 الفصل الثاني: خروج رجل من أهل بيته 349
32 الفصل الثالث: حكم الأرض عند ظهور القائم _ عليه السلام _ 353
33 الفصل الرابع: حكومة الامام المهدي _ عليه السلام _ 357
34 الفصل الخامس: ختم الدين 363