عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ١٢٣
سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، وحفظ الناسخ والمنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، وإن أمر رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ونهيه مثل القرآن ناسخ ومنسوخ (1) وعام وخاص، ومحكم ومتشابه، قد كان يكون من رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ الكلام له وجهان: كلام عام وكلام خاص (2) لا مثل القرآن [قال الله عز وجل في كتابه " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا "] (3) يسمعه من لا يعرف [ولم يدر] (4) ما عنى الله عز وجل، ولا ما عنى به رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _، وليس كل أصحاب رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كان يسأله عن الشئ فيفهم، وكان منهم من يسأله ولا يستفهم حتى أنهم كانوا ليحبون أن يجئ الأعرابي أو الطاري (5) فيسأل رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ حتى يسمعوا، وقد كنت أنا أدخل على رسول الله كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة (6) فيخليني فيها [خلوة أدور معه حيث دار] وقد علم أصحاب رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، [فربما كان ذلك في بيتي، يأتيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه في بعض منازله أخلاني، وأقام عني نساءه فلا يبقى عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ولا أحد من ابني وكنت إذا ابتدأت أجابني وإذا سكت عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ودعا الله أن يحفظني ويفهمني، فما نسيت شيئا قط مذ دعا لي، وإني قلت لرسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ : يا نبي الله إنك منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس مما علمتني شيئا وما تمليه

(١) خبر ثان لان، أو بدل من مثل وحينئذ جرهما على البدلية من القرآن ممكن وقيام البدل مقام المبدل منه غير لازم عند كثير من المحققين كما ذكره شيخنا البهائي - قدس سره -.
(٢) في بعض النسخ وجهان عام وخاص وقوله: قد كان يكون اسم كان ضمير الشأن ويكون تامة وهي مع اسمها الخبر، وله وجهان نعت للكلام لأنه في حكم النكرة أو حال منه.
(٣) الحشر: ٧.
(٤) كذا وفي الخصال والكافي فيشتبه على من لا يعرف ولم يدر.
(5) الطارئ هو الغريب الذي أتاه عن قريب من غير انس به وبكلامه، وإنما كانوا يحبون قدومهما أما لاستفهامهم وعدم استعظامهم إياه أو لأنه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كان يتكلم على وفق عقولهم فيوضحه حتى يفهم غيرهم (قاله العلامة المجلسي - رحمه الله -).
(6) الدخلة: المرة من الدخول، وأخلاه وبه ومعه: اجتمع معه في خلوة.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اهداء ودعاء 5
2 كلمة المؤسسة 7
3 أمير المؤمنين _ عليه السلام _ راوي السنة 14
4 كلمة حول موضوع الكتاب 15
5 * الباب الأول * الفصل الأول: اسم المهدي - عجل الله فرجه الشريف 19
6 الفصل الثاني: صفات المهدي وشمائله 25
7 الفصل الثالث: دعاء المهدي - عجل الله فرجه الشريف 35
8 الباب الثاني الفصل الأول: المهدي من قريش 39
9 الفصل الثاني: المهدي من بني هاشم 45
10 الباب الثالث الفصل الأول: المهدي _ عليه السلام _ من أهل البيت 51
11 الفصل الثاني: المهدي من ولد علي _ عليهم السلام _ 65
12 الفصل الثالث: المهدي من ولد فاطمة _ عليها السلام _ 87
13 الفصل الرابع: المهدي من ولد الحسين _ عليهم السلام _ 91
14 الفصل الخامس: المهدي - عليه السلام - من الأئمة الاثني عشر 105
15 الباب الرابع الفصل الأول: المهدي في القرآن 149
16 الباب الرابع الفصل الثاني: المهدي في نهج البلاغة 177
17 الفصل الثالث: المهدي شعر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ 187
18 الباب الخامس الفصل الأول: أنصار المهدي _ عليه السلام _ 193
19 الفصل الثاني: الرايات السود 207
20 الباب السادس الفصل الأول: السفياني 217
21 الفصل الثاني: الدجال 231
22 الباب السابع الفصل الأول: غيبة المهدي _ عليه السلام _ 241
23 الفصل الثاني: محن الشيعة عند الغيبة 253
24 الفصل الثالث: فضيلة انتظار الفرج 263
25 الباب الثامن الفصل الأول: الفتن قبل المهدي _ عليه السلام _ 273
26 الفصل الثاني: علائم الظهور 301
27 الفصل الثالث: علائم بعد الظهور 325
28 الفصل الرابع: دابة الأرض 333
29 الفصل الخامس: يأجوج ومأجوج 339
30 الباب التاسع الفصل الأول: فضل مسجد الكوفة 343
31 الفصل الثاني: خروج رجل من أهل بيته 349
32 الفصل الثالث: حكم الأرض عند ظهور القائم _ عليه السلام _ 353
33 الفصل الرابع: حكومة الامام المهدي _ عليه السلام _ 357
34 الفصل الخامس: ختم الدين 363