عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ١٣٠
- 11 - المهدي في القرآن " ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " (الأحزاب: 61 - 62).
1 - قال ابن أبي الحديد: وهذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السير، وهي متداولة منقولة مستفيضة، خطب بها علي _ عليه السلام _ بعد انقضاء أمر النهروان، وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي (رحمه الله)... منها: - فانظروا أهل بيت نبيكم، فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم فأنصروهم، فليفرجن الله الفتنة برجل منا أهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلا السيف هرجا هرجا، موضوعا على عاتقه ثمانية أشهر، حتى تقول قريش: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني أمية حتى يجعلهم حطاما ورفاتا، " ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " (1)

(1) شرح النهج الحديدي: 7 / 58، منتخب الأثر: 238، البحار: 8 / 641، كلاهما عن شرح النهج الحديدي، ينابيع المودة: 498 - عن شرح نهج البلاغة.
فإن قيل: ومن هذا الرجل الموعود به الذي قال _ عليه السلام _ عنه: بأبي ابن خيرة الإماء؟ قيل: أما الامامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر، وأنه ابن أمة اسمها نرجس، وأما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان، لام ولد، وليس بموجود الآن.
فإن قيل: فمن يكون من بني أمية في ذلك الوقت موجودا، حتى يقول _ عليه السلام _ في أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم، حتى يودوا لو أن عليا _ عليه السلام _، كان المتولي لأمرهم عوضا عنه؟
قيل: أما الامامية فيقولون بالرجعة، ويزعمون أنه سيعاد قوم بأعيانهم من بني أمية وغيرهم، إذا ظهر إمامهم المنتظر، وأنه يقطع أيدي أقوام وأرجلهم، ويسمل عيون بعضهم، ويصلب قوما آخرين، وينتقم من أعداء آل محمد _ عليه السلام _ المتقدمين والمتأخرين.
وأما أصحابنا فيزعمون أنه سيخلق الله تعالى في آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة _ عليها السلام _ ليس موجودا الآن، وأنه يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، وينتقم من الظالمين وينكل بهم أشد النكال، وأنه لام ولد، كما قد ورد في هذا الأثر وفي غيره من الآثار، وأن اسمه محمد كاسم رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وأنه إنما يظهر بعد أن يستولي على كثير من الاسلام ملك من أعقاب بني أمية، وهو السفياني الموعود به في الخبر الصحيح، من ولد أبي سفيان بن حرب بن أمية، وأن الامام الفاطمي يقتله ويقتل أشياعه من بني أمية وغيرهم، وحينئذ ينزل المسيح _ عليه السلام _ من السماء، وتبدو أشراط الساعة، وتظهر دابة الأرض، ويبطل التكليف، ويتحقق قيام الأجساد عند نفخ الصور، كما نطق به الكتاب العزيز.
فإن قيل: فإنكم قلتم فيما تقدم: إن الوعد إنما هو بالسفاح وبعمة عبد الله بن علي، والمسودة، وما قلتموه الآن مخالف لذلك!
قيل: إن ذلك التفسير هو تفسير ما ذكره الرضي (رحمه الله تعالى) من كلام أمير المؤمنين - عليه السلام - في نهج البلاغة وهذا التفسير هو تفسير الزيادة التي لم يذكرها الرضي، وهي قوله بأبي ابن خيرة الإماء وقوله: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا فلا مناقضة بين التفسيرين.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اهداء ودعاء 5
2 كلمة المؤسسة 7
3 أمير المؤمنين _ عليه السلام _ راوي السنة 14
4 كلمة حول موضوع الكتاب 15
5 * الباب الأول * الفصل الأول: اسم المهدي - عجل الله فرجه الشريف 19
6 الفصل الثاني: صفات المهدي وشمائله 25
7 الفصل الثالث: دعاء المهدي - عجل الله فرجه الشريف 35
8 الباب الثاني الفصل الأول: المهدي من قريش 39
9 الفصل الثاني: المهدي من بني هاشم 45
10 الباب الثالث الفصل الأول: المهدي _ عليه السلام _ من أهل البيت 51
11 الفصل الثاني: المهدي من ولد علي _ عليهم السلام _ 65
12 الفصل الثالث: المهدي من ولد فاطمة _ عليها السلام _ 87
13 الفصل الرابع: المهدي من ولد الحسين _ عليهم السلام _ 91
14 الفصل الخامس: المهدي - عليه السلام - من الأئمة الاثني عشر 105
15 الباب الرابع الفصل الأول: المهدي في القرآن 149
16 الباب الرابع الفصل الثاني: المهدي في نهج البلاغة 177
17 الفصل الثالث: المهدي شعر أمير المؤمنين _ عليه السلام _ 187
18 الباب الخامس الفصل الأول: أنصار المهدي _ عليه السلام _ 193
19 الفصل الثاني: الرايات السود 207
20 الباب السادس الفصل الأول: السفياني 217
21 الفصل الثاني: الدجال 231
22 الباب السابع الفصل الأول: غيبة المهدي _ عليه السلام _ 241
23 الفصل الثاني: محن الشيعة عند الغيبة 253
24 الفصل الثالث: فضيلة انتظار الفرج 263
25 الباب الثامن الفصل الأول: الفتن قبل المهدي _ عليه السلام _ 273
26 الفصل الثاني: علائم الظهور 301
27 الفصل الثالث: علائم بعد الظهور 325
28 الفصل الرابع: دابة الأرض 333
29 الفصل الخامس: يأجوج ومأجوج 339
30 الباب التاسع الفصل الأول: فضل مسجد الكوفة 343
31 الفصل الثاني: خروج رجل من أهل بيته 349
32 الفصل الثالث: حكم الأرض عند ظهور القائم _ عليه السلام _ 353
33 الفصل الرابع: حكومة الامام المهدي _ عليه السلام _ 357
34 الفصل الخامس: ختم الدين 363