طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٩١
اختصاص أهل البيت بأصحاب الكساء (عليهم السلام) * الوجه السابع:
لزوم مخالفة السياق وذلك من وجوه:
الأول: بلحاظ اختلاف الضمائر، حيث إن مخاطبة نساء النبي (صلى الله عليه وآله) بضمير المؤنث، أما مخاطبة أهل البيت في آية التطهير فبضمير الجمع.
وفيه رواية عن زيد بن علي (عليه السلام) قال: " إن جهالا من الناس يزعمون أنما أراد بهذه الآية أزواج النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد كذبوا وأثموا، لو عنى بها أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) لقال: ليذهب عنكن الرجس ويطهركن تطهيرا - ولكان الكلام مؤنثا كما قال: * (واذكرن ما يتلى في بيوتكن ولا تبرجن - لستن كأحد من النساء) * (1) ".
الثاني: بلحاظ المدح والذم، حيث إن خطاب نساء النبي (صلى الله عليه وآله) جاء للمعاتبة والتأديب، أما خطاب أهل البيت فجاء بلسان المدح، بل فوق ما للمدح من صفات.
قال العلامة المجلسي: (إن مخاطبة الزوجات مشوبة بالمعاتبة والتأنيب والتهديد، ومخاطبة أهل البيت محلاة بأنواع التلطف والمبالغة في الإكرام، ولا يخفى بعد إمعان النظر المباينة التامة في السياق بينها وبين ما قبلها وما بعدها) (2).
وقال الفخر الرازي: * (ليذهب عنكم الرجس) * أي يزيل عنكم الذنوب، * (ويطهركم) * أي يلبسكم خلع الكرامة (3).
وقد أخرج أبو يعلى عن جابر أن سبب نزول آيات النساء هو سؤال نساء النبي ما لا

١ - تفسير القمي: ٢ / ١٩٣، ونقله في بحار الأنوار ٣٥ / ٢٠٧ باب آية التطهير.
٢ - بحار الأنوار: ٣٥ / ٢٣٥.
٣ - تفسير الرازي: ٢٥ / 209 مورد الآية.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»