طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٠٤
والخلقية (1).
فعن ابن مسعود في الآية قال: " لا يحضن ولا يحدثن ولا يتنخمن " (2).
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة قوله في الآية: " طهرهن الله من كل بول وغائط وقذر ومأثم " (3).
وأخرج الطبري عنه: " ولا يمنين ولا يحضن " (4).
وفي رواية عنه: " من الإثم والأذى " (5).
وعن ابن زيد: " المطهرة التي لا تحيض، وأزواج الدنيا ليست بمطهرة، ألا تراهن يدمين ويتركن الصلاة والصيام، وكذلك خلقت حواء حتى عصت، فلما عصت قال الله تعالى: إني خلقتك مطهرة وسأدميك كما أدميت هذه الشجرة " (6).
فتبين أن المراد من تطهير الله التطهير الشامل للنجاسات المادية والمعنوية.
وتقدم أن من مختصات الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) الطهارة المطلقة.
قال العلماء: (ومن خصائص ابنته فاطمة رضي الله عنها أنها كانت لا تحيض، وكانت إذا ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة، حتى لا تفوتها صلاة ولذلك سميت الزهراء) (7).
وقد روى الفريقان طهارتها، أخرج الطبراني بسنده عن عائشة قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين، ولا تعتل كما يعتلون " (8).

١ - راجع تفسير الميزان: ١ / ٩٠ مورد الآية.
٢ - الدر المنثور: ١ / ٣٩ مورد الآية.
٣ - الدر المنثور: ١ / ٣٩ مورد الآية.
٤ - تفسير الطبري: ١ / ١٣٧ مورد الآية.
٥ - تفسير الطبري: ١ / ١٣٧ مورد الآية.
٦ - تفسير الطبري: ١ / ١٣٧ مورد الآية.
٧ - كشف الغمة للشعراني: ٤٢ القسم الثامن، والذخائر المحمدية: ٢٨١ خصائص آل البيت - وبالهامش:
في الفتاوى الظهيرية الحنفية.
٨ - المعجم الكبير: ٢٢ / ٤٠٢ مناقب فاطمة، ومجمع الزوائد: ٩ / ٢٠٢ ط. مصر ١٣٥٢ وبغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد: ٩ / ٣٢٦ ح ١٥١٩٧ كتاب المناقب، ومناقب الخوارزمي: 1 / 64.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 209 210 ... » »»