طهارة آل محمد (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٩
معنى التطهير في الآية * معنى التطهير جاء في دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " اللهم إنك خليفتي عليه وعلى ذريته الطيبة المطهرة التي أذهبت عنها الرجس والنجس وصرفت ملامسة الشيطان " (1).
- وقال ابن البطريق: والتطهير: التنزه عن الإثم وعن كل قبيح، وذكر ذلك صاحب المجمل في اللغة أحمد بن فارس اللغوي، وهذا هو معنى العصمة وهو ترك موافقة الرجس (2).
- وقال الاسفرائيني: يطهركم أي من سائر الأخلاق والأفعال والأقوال المذمومة (3).
- وقال الآلوسي: التحلية بالتقوى، وجوز أن يراد به الصون (4).
- وقال عبد الرزاق المقرم:... فإن الغرض بمقتضى أداة الحصر قصر إرادة المولى سبحانه على تطهير من ضمهم الكساء عن كل ما تتقذره الطباع ويأمر به الشيطان، ويحق لأجله العذاب ويشين السمعة، وتقترف به الآثام، وتمجه الفطرة، وتسقط به المروءة، وإليه يرجع ما ذكره ابن العربي في الفتوحات المكية في الباب 29 من أن الرجس فيها عبارة عن كل ما يشين الانسان (5).
وكذا ما حكاه النووي في شرح صحيح مسلم عن الأزهري من أنه كل مستقذر من عمل وغيره... فإن اللام الداخلة عليه للاستغراق الجنسي، ولم تكن هناك قرينة متصلة أو منفصلة على تخصيصه بنوع خاص من الرجس، وهذا المعنى الذي قلناه هو الموافق للامتنان الإلهي

١ - غيبة النعماني: ٩٣ باب ١٠.
٢ - العمدة: ٤٥ ح ٣٣٠.
٣ - لوامع أنوار الكوكب الدري: ٢ / ٧١.
٤ - روح المعاني: ٢٢ / ١٨ مورد الآية ٥ - راجع فضل آل البيت للمقريزي: 65 الآية الأولى، ورشفة الصادي: 84 ط. مصر و 141 ط. بيروت.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»