(1) في روض السهيلي: قالت رقيقة: تتابعت على قريش سنو جدب قد أقحلت الظلف، وأرقت العظم، فبينا أنا راقدة مهمومة ومعي صنوي إذا أنا بهاتف صيت يصرخ بصوت صحل يقول: يا معشر قريش، إن هذا النبي المبعوث منكم هذا أبان نجومه فحيهلا بالحياء والخصب ألا فانظروا منكم رجلا طوالا عظاما أبيض بضا أشم العرنين له فخر يكظم عليه ألا فليخلص هو وولده وليدلف إليه من كل بطن رجل ألا فليشنوا من الماء، وليسموا من الطيب، وليطوفوا بالبيت سبعا، ألا فليستسق الرجل، وليؤمن القوم. قالت: فأصبحت مذعورة، قد قف جلدي، ووله عقلي، فاقتصصت رؤياي فوالحرمة والحرم إن بقي أبطحي إلا وقال هذا شيبة الحمد، وتتامت عنده قريش، وانفض إليه الناس من كل بطن رجل فشنوا، ومسوا، واستسلموا، واطوفوا ثم ارتقوا أبا قبيس وطفق القوم يدفون حوله ما أن يدرك سعيهم مهلة فقام عبد المطلب فاعتضد ابن ابنه محمدا فرفعه على عاتقه وهو يومئذ غلام قد أيفع أو كرب. ثم قال: اللهم ساد الخلة، وكاشف الكربة، أنت عالم غير معلم، ومسؤول غير مبخل، وهذه عبيدك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم فاسمعن اللهم وأمطرن علينا غيثا مريعا مغدقا، فما راموا والبيت حتى انفجرت السماء بمائها وكظ الوادي بثجيبه.