شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢١٩
والعار الذي يرتكبوه بسبب الغريزة الجنسية العظمى التي تحطم من لم يقاومها وترديه إلى التهلكة.
وهذا علي أمير المؤمنين عليه السلام يصرح بكلمته على رؤس الأشهاد لولا ترك عمر المتعة لما زنى مسلم. فيا ليت شعري ما أراد بها عمر من منع هذه الشريعة السمحاء وما هي إلا زواج بأصوله وقواعده لا يفرق عن الزواج إلا بذكر المدة ولها جميع محسنات الزواج مع سرعة في العمل وقلة في التكاليف ومنع للرذائل والأوباء الحاصلة من الاتصال الجنسي للمدة المفروضة فيه من العدة والعقد شريعة المتعاقدين.
وإنني ألفت نظر القارئ الكريم إلى الشرح المسهب الذي أدليت به في آخر الكتاب الرابع من موسوعتي المحاكمات في كتاب عمر تحت عنوان شكوى أولاد الزنا وذويهم، لمطالعته لمن شاء.
نص الكتاب ذكرت أعلاه الجملة التي منع بها عمر المتعتين وأدناه أورد نصها في الكتاب.
قال عز من قائل: (وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين، فما استمتعتم به منهن فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما) سورة النساء الآية 24.
ولقد أيد هذا النص والنصوص الأخرى نصوص محذرا بها أي كان من مخالفتها. في قوله تعالى في نفس السورة المارة للآية 13: (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) وأيدها أيضا بقوله تعالى: (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقوله تعالى: (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه) وقوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»