شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٢٠
الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة) وقوله تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا).
هذا وقد اعترف عمر في قوله " كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ولم تنسخ بآية أو تبديل ولم يأت بعذر أو ذكر ضرورة موقتة سوى قوله " وأنا محرمهما ومعاقب عليهما " أكان يعلم كل تلك الآيات وغير وبدل. أذلك اجتهاد منه في مورد النص، فعلام يدل ذلك وما عذره!!! لو سئل أمام العدل الإلهي وكيف توجهه وما له بعد الاقرار من ممانعة ذلك الاقرار الصريح أي توجيه مهما حاولت.
نعم هذا عمر وبيده الحل والعقد ولطالما حاول في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعترض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأظهر شكوكه كما مر فردعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واليوم بيده السلطة والقدرة ويجرب ما يريد وقد غلبت عليه غريزة حب الظهور والأنانية لما كان يجتهد في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما اجتهد في صلح الحديبية فأراد تغيير نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما مر وصده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشك في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فتح مكة وأدلى بها لأبي بكر ونبهه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخطأه، وكما اجتهد على حد قول ابن عباس في مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما طلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القلم والبياض ليكتب فيه شيئا لا تضل بعده الأمة فصده عن ذلك، وقال لابن عباس إنما صددته لأنه أراد أن يعهد الأمر لعلي عليه السلام كتابة وهو حديث متواتر مر ذكره بإسناده.
فمن كان فعله هذا في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحرى به أن يخالف النص وبيده مقاليد الأمور، ولا يهمه قوله تعالى في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) ولم يبق لدينا لتقديم العذر
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»