رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١٠١
بل خطأهم ونسيانهم في الأمور العادية أيضا يضعف ذلك الاعتماد، تنزههم عنه يقوي ذلك ويؤكده غاية التأكيد فاللطف والحكمة يقتضي اختصاصهم بعنايات وألطاف تدفع عنهم السهو والنسيان.
لا يقال: إن ذلك غلو فيهم، وأنهم ما فوق الإنسان وأعلى منه لأنه يقال: اختصاصهم بتلك العنايات وكون ذكرهم وتوجههم دائميا ليس فوق حد الإنسان ولا يقول ذلك إلا من قصر عن معرفة الإنسان ومراتب كماله، وما يصل إليه في سيره إلى الله تعالى.
قال الإمام أبو عبد الله عليه السلام على ما روي عنه:
الصورة الإنسانية هي أكبر حجج الله على خلقه، وهي الهيكل الذي بناه بحكمته وهي مجموع صور العالمين وهي المختصر من العلوم في اللوح المحفوظ.
وينسب إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
وأنت الكتاب المبين الذي * بأحرفه يظهر المضمر الغلو إنما يحصل برفعهم من مرتبة العبودية والمخلوقية، والفقر الذاتي إلى مرتبة المعبودية والخالقية والغنى الذاتي، والفضائل وكثير من الصفات وما يتقرب العبد إلى المولى، ويتخلق بأخلاقه مشتركة بين الإنسان والملائكة فلم يدل دليل على امتناع اتصاف البشر بها وإن لم تحصل إلا للأوحدي من الناس، وإثباتها لهم ليس غلوا فيهم، و غاية ما يقال فيهم أن هذه الصفات في الملائكة فعلية، وليست بالاستعداد وبالقوة، والإنسان لا بشرط في ذلك عن الفعلية والاستعداد فبعض أفراد الإنسان فيه هذا بالقوة وبعضهم فيه بالفعلية.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست