رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١٠٣
فاق النبيين في خلق وفي خلق * ولم يدانوه في علم ولا كرم وكلهم من رسول الله ملتمس * غرفا من اليم أو رشفا من الديم وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى (1) وأيضا مثل هاتين الآيتين رد على من يطلب من النبي صلى الله عليه وآله ترك ما هو ضرورة الإنسان كالأكل، والشرب والمشي في الأسواق زعما منه أن ترك ذلك كمال النبي صلى الله عليه وآله ولذا قالوا:
ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق (2) وقال سبحانه وتعالى: وما منع الناس أن يؤمنوا إذا جائهم الهدى إلا أن قالوا بعث الله بشرا رسولا. قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا (3) ومن الأدلة التي أقيمت على عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام أنه يجب في النبي والإمام قوة الرأي والبصيرة وعدم السهو، وكلما ينفر عنه، ومن المعلوم أن المعصية كبيرة كانت أو صغيرة من أعظم ما ينفر عنه، ومن أقوى الشواهد على ضعف الرأي، والسهو أيضا يذهب بمكانته الاجتماعية وربما يصير سببا لاستهزاء الناس به، وإنكاره ما عليه وادعائه ما ليس له وكل ذلك ينافي مصلحة النبوات.
ومنها أنه يجب متابعتهم وإطاعتهم، ولو لم يكونوا معصومين جاز أن يأمروا بالمعصية، وما فيه المفسدة، وينهوا عن الطاعة وما فيه .

(١) النجم ٣ (2) الفرقان - 7 (3) الإسراء 94، 95
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست