رسالتان حول العصمة - الشيخ الصافي - الصفحة ١٠٠
في النبي والإمام وبين كون المعجزة دليلا على صدق النبي وعصمته وكذلك الإمام وإن هذا أيضا حكم العقل وليس من الشرع وما يثبت حجيته وحقيته بالمعجزة بشئ.
نعم هنا أمر لا بأس بالإشارة إليه وهو أن المعجزة إنما تكون دليلا على العصمة إذا لم يكن في مدعي النبوة عملا وخلقا وخلقا ما ينافي العصمة وإذا كان فيه ما ينافي ذلك كارتكاب القبائح، وسوء الأخلاق فهو الدليل على أن ما يظهره بعنوان المعجزة ليس معجزة لأن الله لا يؤيد عمل المبطلين ولا يصلح عمل المفسدين، وهكذا يجيئ الكلام في النص الصادر من النبي على نبوة من يأتي بعده أو إمامته فإذا كان المدعي لورود النص عليه غير مرضي الأخلاق والأفعال لا يعتنى بما يدعيه ويعلم من ذلك أن ما يدعيه من النص لم يصدر أو صدر في حق غيره.
المسألة الرابعة:
ما هي الدلائل العقلية على عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين؟
الجواب: أدلتها كثيرة نذكر نموذجا منها مما يدل على المعتقد الحق.
فمنها: أنهم لو لم يكونوا معصومين عن المعاصي عمدا وسهوا، وعن الخطأ والنسيان والسهو في كل ما يرجع إلى ما يجب اتباعهم من أقوالهم وأفعالهم وسيرهم وسلوكهم ليرفع الاطمينان والاعتماد عن اتباعهم والاقتداء والتأسي بهم، وتبطل فائدة بعث الأنبياء ونصب الأئمة وينقض الغرض الباعث إلى إرسال الرسل
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست