فويل للذين كفروا من النار (1).
وقال عز من قائل: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (2).
وهذا لا يمنع عن القول بأشرفية البعض من البعض، وأفضليته بل غاية ما يقال فيه: إن ذلك بتقديره وحكمته.
فالسؤال الذي ربما يختلج بالبال في اصطفاء من اصطفاه الله من الأنبياء والأئمة عليهم السلام هو السؤال عن اختصاص كل ذي فضل في هذا العالم بنوعه أو فرده على غيره.
والجواب على النحو العام هو أن أفعال الله تعالى كلها متقنة محكمة صدرت منه لأغراض متعالية والتفضيل المشاهد في العالم إما حصل لعلل يقتضيها ضيق عالم المادة وما جعل الله في كل جزء من أجزاء هذا العالم بتقديره من التأثير في غيره أو التأثير منه، وإما يحصل لعلل اختيارية تؤثر في كمال النفس وفضلها، وتؤثر في تفضيل بعض الأفراد من الإنسان والحيوان، والنبات على غيرها، وقد يحصل لعلل أخرى اختيارية للعبد، وغير اختيارية مما يوجب الترجيح ويؤثر فيه، والجهات المرجحة كثيرة لا يمكننا إحصائها ومعرفة تفاصيلها فإذا وجد بإذن الله تعالى وتقديره شخص قابل للإفاضة الغيبية والعناية الربانية كالعصمة والعلوم اللدنية لا يحرم منها ويستحيل أن يمنع الله تعالى ذلك عنه والله تعالى أعلم بموارد عناياته وإفاضاته.
.